ميلاد عمر المزوغي
باثيلي... الباطل في ثنايا الحق
منذ الغزو الاطلسي للبلاد والامم المتحدة التي تمثل الدول العظمى والاقليمية ما فتئت القول بانها تسعى الى ان يتوصل الفرقاء الى توافق سياسي يقود الى انتخابات شفافة ونزيهة تعاد من خلالها الطمأنينة للشعب وتهيئة الظروف للعيش الكريم, وأن البعثة لا تناصر طرف ضد اخر , ولا تفرض شروط عليهم, بل تقف على الحياد, بأثيلي لم ترق له التفاهمات المنبثقة عن لجنة 6+6 النيابية, ولجنة 5+5 العسكرية والتي ادت الى عدم قيام الحروب بين اطراف النزاع وهذا في حد ذاته يعتبر انجازا يجب شكر الذين سعوا لتحقيقه والبناء عليه.
وصف بأثيلي توافق مجلسي النواب والدولة بانه يصب في مصلحتهما, وبانه لا يقود الى نتيجة ويجب اشراك الجميع في العملية الانتخابية دون اقصاء,كلمات جميلة ورنانة تدغدغ عواطف الليبيين , ولكن هل يمكن ذلك دون تحقيق المصالحة التي يجب ان تحدث تحت اشراف الامم المتحدثة؟ بالتأكيد لم تحدث مصالحات, ولكننا نلاحظ ان هناك تحسن في اداء السلطة التشريعية وتجاوب معها مجلس الدولة من اجل الخروج من الازمة, ايا تكن الاسباب التي جعلتهم يتوافقون, اما خوفا على مصالحهم او خشية ابعادهم عن المشهد السياسي بتشكيل لجنة دولية على غرار تلك التي شكلتها ستيفاني وادت الى مجي السلطة الحالية التي نعتبرها اكثر فسادا واهدارا للمال العام من غيرها.
بأثيلي ومن ورائه المجتمع الدولي يريدون بقاء حكومة الدبيبة في السلطة لأنها تنفذ رغباتهم ما يعني ان أي محاولة لإقصائها ستبوء بالفشل, أي استمرار الفساد غلى اوسع نطاق, لقد ادرك ساسة ليبيا ومن ورائهم الشعب, أن باثيلي الذي تأملوا بتعيينه بارقة خير على الوطن, انه مثل اسلافه ان لم يكن اسوا منهم وانه ينفذ اجندات الغرب وان ما يردده من كلام منمق سبق لغيره قوله.
لقد اتضح ان الامم المتحدة لم تكن تستهدف النظام بذاته, بل تستهدف الشعب واحداث الفتن بين مكوناته واستلاب خيراته, ألم يكن بإمكانها ان كانت فعلا تنوي الخير والديمقراطية, اجبار الاطراف المتنازعة على الجلوس والتفاوض(وقطع الامدادات العسكرية التي لم تنقطع يوما) من اجل الخروج بقوانين انتخابية تتيح الفرصة لكل الليبيين بالترشح وليقول الشعب كلمته, واجبار تلك الاطراف على الاذعان لنتائج الانتخابات, ما يقوله باثيلي كلام حق اريد به باطل(الباطل في ثنايا الحق), ولكن الى متى ستستمر معاناة الشعب؟ سؤال الاجابة عليه برسم القوى الحية.
الذي يجدر قوله بشان الاوضاع المزرية والتدخلات الخارجية في الشأن المحلي: رهان القوى المحلية المختلفة المشارب وعلى مدى عشر سنوات, على السقوط الكامل للدولة من أجل تحقيق مصالحها الضيقة ، وبدعم خارجي بطبيعة الحال، دون أن يدري هؤلاء أنهم عندما يعودوا الى رشدهم ان البلد قد سقط في ايدي الدخلاء الذين استجلبوهم او احتموا بهم ونجزم بانهم ذات يوم سيسقطون هم ايضا.