صالح علي الدويل

يوم الارض

وكالة أنباء حضرموت

ما انخدع الجنوبيون طويلا بالاحتلال رغم تسويق واقعه الكريه باساليب متعددة لكنه انعكس باكرا واستشعرته قرائح الشعراء اولاً ففاض شعرا و “الشعر ديوان العرب وعلمهم” ما شكّل جنينية “يوم الارض ” في الجنوب المحتل.

وقف الشاعر الجنوبي الابيني المرحوم “احمد سعيد امسعيدي” في عام 1994 ودخان معارك حقدهم ماتزال تلوث سماء الجنوب وعنجهية نصر عساكرهم تستفز كرامة كل من لديه احساس فقرع أسماع كبارهم حين زاروا “شقرة” متباهين بنصرهم يتبادلون ابتسامات الفرح وايماءات القدح في الطرف المهزوم حتى وان كان معهم على نفس المنصة!!! ، فارتجل “امسعيدي” ابياته وقرع بها اسماعهم واستنفر مشاعر الجنوبيين حينها.

يابيت لحمر قر ماشي لك مفر
من خذ ملاح الناس بايعطي ملاح

أنته مسلح بالبنادق والشفر
واحنا علينا حظر ممنوع السلاح

هبت نجوم الخير ذي فيها امطر
ماباقي الا النجم ذي فيه الرياح


لنته تباني سامحك فيما جرى
والله ماسامح ولاتبصر سماح


اما بعض الحاضرين او “النجم ذي فيه الرياح” حسب وصفه ، فقد اعتقدوا انه سيمدح طمعا في “فتات” لكنه اختار موقف رجولة سيظل مسجلا له بتعاقب الاجيال وانصرف من “زفتهم” بكبرياء قائلا لمن لاموه :

” ماطاعتني الحليلة”

يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع وفي علاقة الجنوبي بالجسم السياسي لليمننة واحزابها ومشاريعها الاحتلالية والاحتجاجات السلمية فيه تعتبر ردا قويا ضد سياسات تريد اعادة بعث اليمننة تحت لافتات مشبوهة لاعادة تثبيتها في الجنوب او في بعض اجزاء منه ، ويوم الارض وقفة جادة لوحدة الصف وتعزيز اللحمة الوطنية والوقوف ضد الدعوات المشبوهة التي تدعو للتجزئة ومشاريع التمزيق بما يخدم مشروع اليمننة التوسعي.

جاءت ذكرى هذا العام وقد اتسع الفساد وصار معركة ، وحرب الخدمات صارت معركة والمحسوبيات النتنة وصارت معركة… بل صار الامن ملفا لابد من البت فيه اولا مع ان الجنوب يخوض المعركة الاهم بل ام المعارك هي معركة الارض معركة المصير ، صحيح ان بقية المعارك مهمة لكن كل المعارك مهما كانت مؤلمة في حياتنا وقوتنا وخدماتنا يجب ان لاتصرفنا عن هدفنا الاهم مهما حاولت اطراف متعددة ان تدفعنا لتضطرب اولويات معاركنا فالمعركة الاساسية مع المحتل معركة تحرير الارض.

ان انتصارنا فيها هو النصر الذي نستطيع ان ننتصر فيه في كل معاركنا ونعالج كل ازماتنا فكل همهم ان نلتفت لمعاركهم التي صنعوها فينا عن معركتنا الاساسية معهم لذلك سيظلون يؤججونها فينا لنتنازل او ننحرف عن معركتنا الاساسية معهم.

ذكرى 7 يوليو ذكرى اجتياح الجنوب ، ونهبه ، وتدميره ، ذكرى سوداء بكل المقاييس تظل ذكرى قهر واحتلال لاتتقبلها رجولة ولا كرامة بل توجب الثار حتى كسر المحتل وعلى قول امسعيدي.

“والله ماسامح ولاتبصر سماح”

مقالات الكاتب