صالح أبوعوذل

ليس دفاعاً عن السعودية

وكالة أنباء حضرموت

أسمعت إلى تسجيلات لتصريحات أطلقها السياسي اليمني المثير للجدل "علي البخيتي"، تضمنت عبارات قاسية تجاه الرياض التي طالما احتضنته البخيتي ومولته وربما لا تزال تموله انشطته وتحركاته الى اليوم.
يقر البخيتي بدعم السعودية له، لكن  ربما هي المرة الأولى التي يصف فيها السعودية بالدولة المتخلفة في كل شيء، بما في ذلك "القانون والقضاء والحكم".
زعم البخيتي أن السعودية متخلفة في القانون عن اليمن بمائة عام، وان الدولة اليمنية تمتلك أرثا عظيما في القضاء والحكم.
ليس دفاعا عن السعودية، ولكن أكتب هذا لمحاولة فهم الناشط السعودي "علي العريشي"، الذي دائما ما يثير قضايا ومواضيع للأساءة للرياض، وهو ما تكرر أكثر من مرة.
مرات كثيرة يصف فيها يمنيون السعودية بانها "دولة متخلفة، دولة رجعية"، وهي اوصاف أطلقت منذ وقت مبكر، فوزير الخارجية اليمني التعزي عبدالملك المخلافي وصف المملكة العربية السعودية "بأنها دولة سميت باسم أسرة".
نحن نبرأ من هذا الخطاب ولا نشكك في أي طرف إقليمي مهما كان خلافنا معه، وحتى هذا الخلاف يظل خلافا سياسياً، بعيدا عن توصيفات أخرى، ولا نقلل لا من السعودية ولا حتى من اليمن الذي يشن حروبه العدوانية على بلادنا.
لكن علي البخيتي كل ما قاله من معلومات لا اساس لها من الصحة، فالمملكة المتوكلية لم تكن تلتزم بالتشريعات القانونية وحتى الجمهورية العربية اليمنية، كانت ولا تزال "الاحكام والاعراف قبلية هي السائدة".
في كل اعراف الجمهورية العربية اليمنية الوليدة من رحم المملكة المتوكلية، "الثور"، هو من يدفع حياته ثمنا لتحكيم قبلي غير عادل ومجحف بحق المتضررين.
بمعنى ادق ان الثور يكون في العادة هو ثمن التنازل عن قضايا جنائية واعمال قتل عمدا في الكثير من المناطق اليمنية، وشيخ القبيلة هو الحاكم ولو كان حكما ينتهك حق الضحايا الا ان الجميع يوافق على حكمه، بل ويدفع المتضررين ثمن "فاتورة الصلح".
اهمس في أذن الثور علي عريشي، حين تتعرض لمواقف مثل هذه، اسأل اليمنيين متى أخر مرة تم نحر ثور لمعالجة قضية قتل عمد في صنعاء العاصمة، هذا اذا امتلكت الشجاعة وتخلصت من الخوف والرهبة والتوتر، واستطعت ان ترد، اما اذا التزمت الصمت، فانت تستاهل.

مقالات الكاتب