ماجد الطاهري

22 مايو سنة حلوة ياجميل

وكالة أنباء حضرموت

يتبادلون التهاني، ويرفعون الأعلام، ويصدحون بأغاني واناشيد الوحدة، ولعمري كم هم ماهرون في فنون الجرافيك ودبلجة الصور (22مايو) بالخط العريض يزينون بها مواقعهم الألكترونية ويتقاذفونها هنأ وهناك،يحنون اليها ويتباكون على أطلال ذكراها،يعددون محاسنها ويعادون كل متضرر وناقم عليها، وهم بذلك كمن يضع جميع مساحيق التجميل على وجه عجوز قد لفظت أنفاسها منذ عقود ومع ذلك مازال بعض المعتوهيين والمكابرين منهم في ظلالهم القديم.

ولكم أشفق على حالهم اليوم أولئك القوم الذين تخلو عن أرضهم وفروا من ديارهم بعد أن سلبها عنهم عنوةً سيد الكهف،وعوضا على حمل السلاح وتحديد مسار الوجهة والأهداف للإنطلاق نحو استعادة الدولة والجمهورية ممن اختطفها منهم في حين غرور بالنصر وغفلة ولهو بثروات الجنوب أتاهم بأسهم من حيث لا يشعرون، وقطع دابرهم مصبحين فما سمعوا حينها إلا هتافات الصرخة الحوثية تبشر بألف سنة أخرى لحكم الإمامة قادمة.. ثم وجد غالب القوم أن خيار الرحيل نحو تركيا ودول الخليج ودول أوروبا فرصة ما كانو ليحلموا بها ثم تشاوروا وعقدوا العزم من حيث هم على استمرار النضال وخوض الملاحم البطولية في العالم الإفتراضي عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع السوشال ميديا، لكنها لعمري سلاح الجبناء ومحال أن يُنال بها ضفرا أو يتحقق من الكلمات نصرا.

وليت شعري ماذا عساني أقول لهم؟ هل أرثوا لهم حالهم، أم أبادلهم التهاني والتبريكات بحلول ذكرى الأماني والأحلام 22 مايو،فإن كان يرضيهم أقول لهم(هابي بيز زي تو يو-سنة حلوة ياجميل سنة حلوة يا وحدة سنة حلوة يا جميل) ثم ماذا بعد؟

إذ لم يزل موطنهم هناك في قبضة السيد أماالجنوب فهو تحت سيطرة رجاله الأبطال بمعظم تراب أراضيه ويتمددون  شرقا لإستكمال فرض السيطرة، وما فتئ يعمل قادته ليل نهار لتوحيد الصفوف ولم الشمل وتعزيز القدرات وتوسيع العلاقات نحو استعادة دولة الجنوب، وبين هذا وذاك يقبع الطرف الثالث متخندقا في مواقع التواصل الاجتماعي في الفيس بوك أو التويتر يشنون من هناك حملات حربهم الاعلامية على هذا الطرف أو ذاك فيفترون الأكاذيب ويروجون الشائعات،وينشرون الأحقاد بين الناس، وبئس القوم من سلاحهم القيل والقال ثم محال المحال أن يبعثوا بقبيح فعالهم "وحدة" دفنوها بأيدييهم ذات يوم ثم ما برحوا يقامرون ويكابرون ويزعمون أنها مازالت على قيد الحياة!

أن وحدة 22مايو ماتت ياقوم افلا يوجد منكم رجل رشيد! ومن الله العوض وعليه، وعظم الله أجركم

مقالات الكاتب