صالح علي الدويل
"ديوانية الجامعة العربية "..اعادة تكرار الصيغ المستهلكة
لو ان لمؤسسة الجامعة العربية مشاعر واحاسيس لملا صراخها الافاق لكثر ما حملوها مالا تطيق فهي مؤسسة في حكم الموت السريري يستنطقونها حسب الطلب لذا فما صدر عن بيان قمتها المنعقد في جدة كلام استعراضي لا جديد فيه فرغم الحشو المالوف في بيانات تلك القمم فانها تعود 180 درجة عن التزامات ومواقف اتخذتها ونكصت عنها وابرز مايمثل النكوص الموقف من نظام بشار الاسد في سوريا بغض النظر عن الموقف من سياسات القوى المعارضة له الا انه مجرم حرب قتل نظامه ابرياء وشرد مجتمعات من مدنها ودمر مدن فصار ذنبه مغفورا وسعيه مشكورا وبراميله ورودا وبردا وسلاما على مدن وحواضر سوريا بين عشية وضحاها فان كان ماتردد عنه كذبا فمن الذي كذب ؟ ولماذا كذب ؟ ويجب تعويض سوريا ونظامها عن كل التشوية الذي تعرضت له بل يجب محاسبة ومقاضاة مصادر ذلك الكذب الذي سمم عقول ومشاعر الناس طيلة الحرب السورية وان كان صدقا فاننا امام حالة خواء قيمي في منظومة الجامعة العربية وانها مجرد "ديوان مجابرة" وبعد ان تكتمل المجابرة "كلاً يروح لحال سبيله"
ما يهمنا في ذلك الحشو هو الموقف الحرب في اليمن فالبعض جعل ماورد من تاكيدات في البيان نصرا يرقى الى نصر وحدويا وما ورد فيه هو التزام الدول العربيه بدعم استقرار وسيادة الجمهورية اليمنية ودعم حكومتها ومساندة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى تسوية شاملة وتاييد مبادرات السعودية لاحلال السلام في اليمن كلها تحصيل حاصل يتكرر يوميا بل ان الدول ذات الشان في هذه الحرب صارت وسيطا لانهائها!!
لم يكن الجنوبيون يتوقعون اعترافا من الجامعة العربية باستعادة دولتهم ورغم ضعف الجامعة وتهافتها فيكفي انه لم يصدر التزام في البيان الختامي من القادة العرب ودولهم "بوحدة اليمن" مايعني ان "وراء الاكمة ما وراءها" ويظل العمل السعي الجنوبي دؤوبا ومتواصلا لتمتين الجبهة الداخلية الجنوبية يترافق وعمل دبلوماسي وتفاوضي مهني يفهم لغة العالم الدبلوماسية وما تريد وما لا تريد وكذا تثبيت الامر الواقع العسكري هي اهم مقومات فرض الامر الواقع في الجنوب والبقية كلها تفاصيل لن تؤثر على مشروع الجنوب مهما كان ضحيج اعلامها فالقرارات -سواء لمنظمات اقليمية او دولية تظل مجرد كلام فقد صدرت قرارات دولية ضد الحوثي اقوى واكثر صرامة وتحطمت امام شدة قبضته العسكرية والامنية للجبهة الداخلية
20مايو2023م