ماجد الطاهري
الوزير الصبيحي- من يحبّه ويقدره حقا فلـ يدعه وشأنه
بعد مرور ثمانية سنوات وهو في غياهب السجون إستبشرت قبائل أبناء الصبيحة خيرا ومعهم كافة الأحرار والشرفاء في ربوع الوطن الجنوبي الحبيب بخبر الإفراج عن اللواء محمود الصبيحي وبعض رفاقه الأسرى من السجون الحوثية.
وبالرغم من حجم السعادة الغامرة لأحباء الوزير وأقرباءه بهذا المسعى الذي نسأل الله أن يتمّهُ على خير وأن لا تظهر أي عراقيل أو سوء نوايا من قبل الطرف الحوثي خلال الأيام القادمة، إلاّ أنني وبنفس الوقت إشفق على حال الوزير بعد خروجه من السجن!وما ينتظره بسبب المطبلين والطماعيين والدجاليين والمنافقين ممن يتسابقون لإستمالته والزج به مرة ثانية وثالثة في مستنقع السياسة القذرة.
لقد قاسى الرجل أشد أنواع الإبتلا لثمان سنون وهو يقبع بين جدران المعتقل إضافة الى ألم فقدانه لولديه وموتهما وهو في السجن،أضف اليها مرارة الخذلان من الشقيق والصديق فماذا ياترى يريدون منه بعد..
ألم يكفهم ما قدمه الصبيحي خدمةً لدينه ولوطنه ومبادئه في عموم ميادين الشرف والبطولة منذ كان جنديا شابا في صفوف القوات المسلحة الجنوبية مرورا بتوليه لقيادة اللواء 25 ميكا ثم قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وختامها وزيرا للدفاع حتى لحظة اعتقاله، الا تستحق تلكم التضحيات وذالكم العطاء والتأريخ المشرف للرجل بأن يُرد له الجميل بصورة مشرفة تحفظ له تأريخه الناصع فيما تبقى من حياته وتوفر له حياة الهدوء والسلام والطمأنينه. أم أنه سيقابل ذلك بإقاحامه في مشهد سياسي تقوده الرعاع وتسوسه دول الأطماع، ومشهد عسكري مفخخ ومتشرذم ومنقسم ومتعدد الولاءات..
وبما ان شخص الوزير الصبيحي محل إجماع شعبي وسياسي لجميع الفرقاء، يجب أن يتم إستغلال هذا القبول والتقدير والإحترام الذي يحظى به قادما في صناعة السلام وفك النزاعات وتقريب وجهات النظر بين الخصوم،ونحاول صناعة سلام من الداخل بعد أن انتظرنا سلاما يأتي من الخارج لسنوات فما وجدنا غير سلام مبني على مصالح الخارج...
نتمنى ذلك