ماجد الطاهري
الصِّين.. حاضرة كـ حليف بديل
في خبر عاجل تناقلت وسائل الإعلام قيادة دولة الصين لمبادرة مصالحة بين دولة المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية، بعد قطيعة سياسية ودبلوماسية استمرت لعقود من الزمن، كانت دول الغرب أحدى مسبباتها بشكل أو بآخر لأنها وجدت من إنشاء بؤرة الصراع مرتعا خصبا تبتز من خلاله دول الخليج العربي بدعوى حمايتها من شر دولة الخميني الذي يكاد يحدق بها يوما بعد يوم كما تؤكده إدعاءً تقارير مخابراتها، وعليه يقتضي الحال التدخل والحماية مقابل ذلك يستوجب الدفع كاش عينا ونقدا ورفد خزانات الولايات المتحدة الإمريكية وبعض دول أوروبا بالأموال الطائلة، ويبدو أن صراع السعودية وايران وحربا قيدت بينهما بالوكالة على أرض اليمن لثماني سنوات كانت كفيلة لأن تستوعبا فيها الدرس وتدرك كل دولة على حده حقيقة النوايا الغربية الخبيثة من وراء تغذية الصراعات والحروب في اليمن والشرق الأوسط بشكل عام،كما عقل قادتها وسياسيوها مشاهدة افلام هليود في قاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومماطلتهما في إيجاد حلول تفضي لسلام شامل ودائم في المنطقة.
والمعلوم ان دول الغرب بقيادة واشنطن قد تمادت بغرور وغي مستهدفة دول العالم العربي سواءً بتغذية الحروب الصراعات الجانبية أو بتدخلها المباشر وفق مزاعم الحرية والديموقراطية أو بعنوان الحرب على الإرهاب.. وما جعلها تتمادى هو سيطرة القطب الأحادي والهيمنة المطلقة على العالم وعدم وجود توازن قوى بعد انهيار دول الاتحاد السوفياتي عام 90م.
وخلال الفترة السابقة وفي ظل تلك المعمة السياسية والعسكرية وتقلب موازين القوى وحتى الوصول الى ما نحن عليه اليوم من تسابق أو توافق غربي على الهيمنة والنفوذ والاستحواذ على ثروات بلدان العرب، ظلت الصين تعمل بصمت واستطاعت ان تكتسح العالم اقتصاديا، وبهدوء وتروي وحنكة سياسية انتظرت الصين عودة الدب الروسي بقوة كما كان بعد نوم استمر لسنواتٍ شاتيات وهو ما كان بقيادة الرئيس فلاديمير بوتن وهاهو اليوم الشرق الأقصى يعلن عن ولادة عصر جديد تتوقف فيه سياسة الهيمنة لدول القطب الواحد ولم يتبقّ للتنيين الصيني إلا خطوات محددة ومدروسة تقلص من خلاله النفوذ الغربي في منطقة الشرق والشرق الأوسط ومن ثمّ تعلن الريادة وقيادة العالم.
نبارك خطوات التقارب السعودي الايراني برعاية الصين ونأمل ان يتبع ذلك حلولا وانفراج لجميع الملفات العالقة و(المعلقة عمدا)في المنطقة العربية بسبب تدخلات وإملاءآت دول الغرب والولايات المتحدة الإمريكية على وجه التحديد.