السبيل لضمان أمن المنطقة من تدخلات النظام الإيراني
نظام مير محمدي
عندما أعرب عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الى لبنان، عن أمله...
توجهت اليوم الخميس ، الذهاب الى مدينة الاتحاد . لأرى جدتي واطمئن عليها. لقد فوت خميس ، لم استطع الذهاب بسبب كثرة نقاط التفتيش ، و الوضع الأمني في عدن . وغلبني الشوق ايضا الى هند بنت السلطان . كان
لقائي مع محسن محبطا لكل امالي. بل كان شى ضدي ، اولا لم يكن اللقاء مع محسن في البيت ، بل كان خارج البيت . لا أعرف هل هو كان قاصدا ذلك . وجدته واقفا أمام البيت ، وكأنه كان منتظرا قدومي . بعدها مشينا سويا ونحن نتحدث عن الاوضاع الاخيره في عدن .كان محسن قلقا من التوترات الوضع الأمني في عدن . ولم يبوح لي ما كان يقلقه. كنت ارى انه مبالغ في قلقه . قلت له بريطانيا بدأت تتفاوض حقك تفرح مش تقلق .. رد مبتسما ساخرا تتفاوض .. اه مع من بريطانيا تتفاوض.. ؟ مع تحرير او قوميه ...!
بسرعة قطعت كلامه .. ليس مهما .. مع من .. المهم هو الاستقلال . وجدت أن محسن يعلم أشياء ، لكنه لم يبوح بها . أعلم أن والده وزيرا في الحكومه وعضو قيادي في جبهة التحرير . وقبلها كان في حزب الرابطه .ربما علم محسن من والده أشياء مقلقه او امور أجهلها . كنت اعلم أن الجبهة القوميه لايوجد فيها اي من السلاطين ، او الوزراء اغلبهم من اليسارين القومين ، الذين كانو في القومين العرب . القيادات النقابيه كلها انظمت لجبهة التحرير ، اغلب الوزراء والمشايخ والسلاطين في جبهة التحرير ، حتى الشخصيات العامه المستقلة انظمت لجبهة التحرير . بينما الجبهة القوميه اغلبها من الشباب ، في حركة القومين العرب ، و البعض منهم جاء من الاحزاب اليساريه ، وبعض منهم يسار متحفظ ليبراليين ، من الذين جأوا من حزب الرابطة . وحزب الرابطة هو من اقدم الاحزاب الاسلاميه في عدن . هو حزب اسلامي معتدل غير متطرف .الا أن الكثير من أعضائه ، هم من الذين اصبحوا قيادات كبيره ، في جبهة التحرير والجبهة القوميه فيما بعد . وابو محسن السلطان وغيره الكثير من المشائخ والسلاطين ، كانوا في حزب الرابطة ثم تغيرت بوصلتهم. بعد انشاء جبهة التحرير والجبهة القوميه . وابو محسن من الذين انظموا الى جبهة التحرير . بينما محسن ظل متحفظا ، لم يفسر لي سبب واضح لقلقه . وان كنت متأكدا ، بأنه لديه معلومات ، لم يفصح عنها . حاولت استدراجه بالكلام . الا انه فاجأني بخبر صدمني وكان مثل القنبله . وأطلقها في وجهي . عندما اخبرني أن هند أخته ، خطبت من ابن عمها وأن يوم الخميس القادم سيكون الزفاف . طلب مني الحضور لمراسم حفل الزفاف . لحظتها شعرت بقشعريره سرت في جسمي، حين عدت إلى عدن ظللت في البيت لم اخرج . شعرت بالحزن وخيبة الامل. كنت اريد ان اخلوا بنفسي ، ولم يكن بيدي شئ اعمله . أحسست بالالم ومرضت جائتني حمى والرعشه . ربما من أثر الصدمه ، فالتزمت الفراش اسبوع كاملا . كنت منقطع عن العالم ، ومايحدث في الخارج . خسارة هند اوجعتني كثيرا . هل أقبل الزواج ، وتحطمت كل أمالي ، لعلي ذهبت بعيدا ، او طلبت مستحيلا ، رغم كل ما أصابني من الالم . كانت خسارتي لهند متوقعه ، او أنها لم تكن مفاجئة . لم يكن بيدي شئ لاقدمه لها . أنا منذو شهور فقط اكملت الثانويه . كان عملي في الصحيفه لاجل المنحه الدراسيه واكمال دراستي . وأنا لم أكن متأكد أنها فعلا تبادلني نفس الحب . ام هو فقط حب من طرف واحد ، لااعلم. فالقلوب عليها اقفالها. تخيلت انها حست نفس احساسي بها ، ام هي اوهام تخليتها انا . لم نتكلم ابدا عن مشاعرنا . مجرد إعجاب مني بجمالها الساحر . وربما كنت مبالغا في اعجابي بها . لا اعرف هل أنا صادق مع نفسي حين احببتها . أو هو حب من طرف واحد . ربما هي لم تحس بي ، ولم يوصلها شئ من اعجابي بها. هي ليست ملامه .. كل اللوم . يقع علي أنا وحدي . أنا من تعلق بها . واحببتها وهي لا تعلم . في الاخير هي بنت جميله ، لن تتأخر في الزواج ، وأبنة وزير في الحكم ، وسلطان في قبيلته . لديها كل المؤهلات ، ليظفر بها اي شاب لديه القدرة والامكانيات . اذا لماذا اندم واتحسر ، وانا لم أملك شئ لاتقدم به ، او حتى انافس في خبطتها. ثم من خطبها ، ابن عمها وهو الاقرب لها . ومن عادتنا وتقاليدنا ، أن البنت لابن عمها . هل انتهى الحب بكل هذه السهولة ، نعم انتهئ .. وقصائدي التى كتبتها ، واحلامي ، التى حلمتها . اصبحت ذكرى قديمه او حلم ، وصحيت منه . نعم كان مثل الحلم وصحوت منه . اول حلم كنت احلمه ، وكنت أتمنى تحقيقه في الحياة . لم يعد هناك مجال حتى لتفسيره.
لم يتبقئ شئ لدى ، احلمه ، أو اسعى الى تحقيقه . سوى المنحه الدراسيه والعمل ، في مكان يحقق رغباتي واحلامي . اتخذت قرارا في نفسي ، أن اسعى للبحث عن المنحه الدراسيه . فأنا بحاجه الى السفر ، والهروب ، من هذا الفشل العاطفي . شعرت بالاحباط ، والحرارة ، بعد زواج هند . تزوجت هند من ابن عمها ، بينما أنا كنت مريض في البيت . اعانى من حب عذري ، من طرف واحد . كنت رقيق جدا وحساس ، مرضت من أول تجربه عاطفيه . لم تكتمل ولم تكن حتى تجربه عاطفيه حقيقيه . بل كانت مجرد احاسيس ، ومشاعر وإعجاب ، من طرف واحد . وجدت نفسي ضعيف جدا ، امام اول ، هزة عاطفيه . كنت افتقد الجرأة ، ربما لو فاتحتها ، او اشرت اليها بحبي . هل كان الموقف تغير الان ..؟
كل ذلك الان لا ينفع شئ . لقد قضى الامر ، وذهب الحب معها ، ولم يبقئ لدي سوى ، الاهات ، والالم . وأوراق شعري التى كتبتها . ساحتفظ بها فهي ديواني الاول الذي لم انشره بعد ..