غلاء السماء ومحرقة الأرض
بدر الصلاحي
ثلاثون إنساناً رحلوا في لحظة واحدة احترقوا داخل باص في أبين فقط لأن تذكرة الطائرة على أغلى من قدرة ا...
في هذه المرحلة اغرب حراك سياسي يسعى الوصول إليه العالم في حل حرب وقضايا اليمن وقضية الجنوب.
هو الوصول إلى فريق تفاوضي تترأسه ماتسمى الشرعية بقيادة العليمي يفاوظ الحوثين مع وضع المجلس الإنتقالي والقضية الجنوبية من الإعراب مبني للمجهول ومضاف اليه.
هذا الفبركة السياسية المبنية على التهميش والإلتواء على مجريات ونتائج آي حوار أو إتفاقيات تخص القضايا المصيرية والقضايا الإستثنائية في البلاد، ذكرني تماماً بمصخرة احزاب اللقاءالمشترك عندما وضعت الحزب الأشتراكي اليمني الطرف الرئيسي في التوقيع على الوحدة اليمنية مع المؤتمر الشعبي العام في موقع مبني للمجهول ومضاف إليه
تحت مسمى((احزاب اللقاء المشترك )).ِ
طبعاٌ اصحاب الفكرة مختصين في السياسة وعباقرة كُبار اقترحوها للقيادات العلياء في المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للأصلاح انذاك.
وكلما اشتد عود الثورة السلمية المباركةبزخمها الجماهيري وقبلها تيار تصحيح مسار الوحدة ،
ذهبَ إلى الطاولة لمناقشة القضية الجنوبية قادة الحزبين الشمالين ((المؤتمر+الإصلاح ) لهم نفس النوايا والأهداف والمواقف حول مايخص الجنوب وقضيته وفي نهاية المطاف يوقع قادة الحزبين على النتائج المتفق عليها مسبقاً بينما الحزب الأشتراكي اليمني واجبه الإمضاء على الورق والموافقة عن كل ماجاء فيها ليس له آي رآي أو تأثير بإعتباره رديف لأحزاب اللقاء المشتركِ وهكذا كانت تَنسج المؤامرات.
اليوم هناك من يرسم مختطات تصب في نفس الإسطوانة ولكن بوجود اطراف خارجية عربية معروفة.
ماكشف هذا المختط والإلتواء لإلغاء دور المجلس الإنتقالي الجنوبي وا وأد القضية الجنوبية، تحت هذه المسميات الرعناء المبنية على فوبيا المؤامرات الخبيثة بعودة الجنوب إلى باب اليمن مرة اخرى.
اتضحت هذه الفبركات من خلال تصريحات العليمي إلى صحيفة الشرق الأوسط عندما قال القضية الجنوبية سيتم حلها تحت إطار الدولة عبر الحوار (( بيننا وبين الحوثين ))
الفارق بين المؤمرات التي كان يرسمها قادة الدولة العميقة في سنوات إحتلالها للجنوب والمؤمرات الجديدة التي يقودها احد بقايا اباطرة الدولة العميقة ((العليمي ومعين مخبازة) هو الوضع العسكري والسياسي القائم في الجنوب، الذي اصبح اليوم لديه حامل وممثل سياسي (المجلس الإنتقالي الجنوبي) وقوات مسلحة ضاربة قادرة على ردع وإفشال آي مؤمرات.
وعلى العليمي ومعين مخبازة الإستفادة من دروس وعبر الماضي، الدولة العميقة كانت قابظة على الجنوب بكل جبروتها تحكم بالحديد والنار فشلت كل المؤامرات التي كانت تُرسم في غرف صنعاء المغلقة وبين الواقع السياسي والعسكري الجنوبي اليوم لمايمتلكه من قوة جماهيرية وعسكرية لايستهان بهما.
وماعجز عن تحقيقه عفاش مستحيل يحققه العليمي.