صالح شائف
الجنوبيون هم وحدهم من يملكون قرار مستقبلهم
قضية الجنوب الوطنية ومستقبل حلها تخضع للإرادة الحرة لأبناء شعبنا الجنوبي دون سواهم؛ وهم من يملكون وحدهم قرارات الرفض أو القبول بأية حلول قد تطرح بشأن قضيتهم الأولى والمتمثلة بإستعادة دولتهم الوطنية الجنوبية وهي معروفة بمشروعيتها سياسيا ووطنيا وتاريخيا؛ ومعلن عنها بصوت واضح ومسموع منذ سقوط مشروع الوحدة بين الدولتين الشقيقتين بالحرب عام ١٩٩٤م.
إنها قضية وطن وشعب وهوية وغير قابلة للمساومة أو المقايضة وبأي صورة كانت؛ وهي كذلك عصية على الشطب من جدول التسوية السياسية الشاملة المنتظرة؛ ولن يكون بمقدور أي جهات أو أطراف مهما بلغت درجة الإتفاق فيما بينها؛ أن تتحايل عليها أو ترحيلها إلى ما بعد إسقاط الإنقلاب في صنعاء الذي أصبح أمراً واقعاً وفي طريقة لإكتساب شرعية الدولة اليمنية المختطفة وبتعاون أطراف إقليمية ودولية؛ وكذلك بتعاون وتنازل أطراف عدة في الشرعية المعترف بها دولياً.
فقضية كقضية شعبنا الجنوبي الصبور المكافح غير قابلة للإحتواء أو المصادرة أو جعلها منصة لتحقيق الغايات والأهداف غير المشروعة لأي قوى إقليمية أو دولية وأياً كانت صفاتها أو طبيعة العلاقة القائمة مع البعض منها اليوم؛ وهو ما نتمنى عليها فهمه وإحترامه حفاظاً على علاقات مستقبلية مستقرة ودائمة معها؛ يحرص شعبنا أشد الحرص على إقامتها وبما يخدم المصالح المشتركة؛ وهي الأبقى والأجدر بالعمل من أجلها والحفاظ عليها والمستقبل لها دون غيرها.
ومع إدراكنا العميق لطبيعة الأوضاع القائمة وتعقيداتها وتشابكها داخلياً وخارجياً؛ ولحجم التحديات والمخاطر المحيطة بقضية شعبنا؛ فإن الضرورة تفرض نفسها على شعبنا وقواه السياسية المختلفة وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ التعامل مع كل هذه الأوضاع بحكمة والتصرف بمسؤولية وإتزان بعيداً عن العواطف والإنفعالات وردود الأفعال الآنية الغاضبة؛ أو الخطوات غير المحسوبة النتائج بالدقة المطلوبة؛ مع الثبات والصمود وعدم تقديم اية تنازلات تمس بجوهر قضية الجنوب الوطنية أو الإنتقاص منها.
كما يتطلب الأمر بالضرورة معالجة أي مشكلات مع أطراف التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الحوار والمصارحة والوضوح؛ وطرح كل ما يقلق الجنوبيين ويسيء لقضية شعبهم بالحجج والبراهين بعد أن بدت تتجلى بعض مظاهرها على الأرض مؤخراً؛ ووضع كل ذلك على طاولة الأشقاء أملاً بتجاوز ذلك وبروح مسؤولة تجنباً لأي تداعيات سلبية محتملة نحن جميعاً في غنى عنها.