اياد غانم
التصالح والتسامح مشروع الثورة ودستور للانتقالي
التصالح والتسامح الجنوبي هما احدى المبادئ، والأهداف الاساسية التي حملها شعب الجنوب، وجسدوها في مسيرتهم الثورية الجنوبية منذ انطلاقها باعتبارها قيمة انسانية، واخلاقية ، وضرورة وطنية لحفظ مكتسبات نضال شعب الجنوب ، ولضمان تعزيز وحدة الجبهة الداخلية ادراكا باهمية ذلك لكسر رهانات الاعداء وافشال مخططات مطابخه السياسية والعسكرية والمشيخية والدينية للانطلاق بارادة شعب نحو تحقيق الاهداف الوطنية الكبرى العادلة التي قدم في سبيلها شعبنا خيرة التضحيات الجسام.
وقد استطاع شعب الجنوب بوعي قياداته السياسية الثورية ، وتجربته وتقييمه لكافة المراحل التي مرت بها دولة الجنوب ، وما بعد الاجتياح عام 94م ومتطلبات مرحل الثورة بان جعلوا من هذه اليوم مناسبة يحتفى بها سنويا لترسيخ قيم التصالح، والتسامح النبيلة على ارض الواقع ، وجعلها ثقافة، وسلوك يعيشها الجنوبيين حتى مثل صوت الثائر الجنوبي رصاصات قاتلة لعصابات الفيد والغنيمة ، الصوت الجنوبي القادم من المهرة وحضرموت وشبوة ولحج وابين والضالع وسقطرى الى العاصمة عدن وقبلة الثائرين ساحة العروض وهو يصدح بصوت واحد "نحن تصالحنا تسامحنا نحن جنوبيين في الساحة " وحينها تم مواجهة من يحملون هذا المشروع ويرددون الشعارات والزوامل المجسدة لاسمى معاني الاخوة والمحبة الجنوبية الصادقة للثوار ، وشكل ذلك التوجه الجنوبي طوفان مزعج لاعداء الوطن الذين عملوا ولازالوا يعملون بكل الوسائل، والطرق، ويستخدمون السلطة ، والثروة ، والمال العام لاخماد اي توجه من شانه ان يوحد الجبهة الوطنية الجنوبية على طريق تحقيق الهدف الجنوبي العظيم.
لن يكون احرص على تجسيد معاني هذه السمات الانسانية الا من يهمه امر هذا الوطن الذي باتت ثرواته وارضه اسيرة بين ايدي العصابات والمافيا القادمة من صنعاء، والتي قامت باغتصابها، وتحويلها الى مشاريع خاصة بها ، تجسيدا وتطبيقا لتوجهات عقلية شيخهم عبدالله الاحمر الذي يروى بانه ذات يوم كان في جولة الى عدن بعد عام 90م، وعندما كان مارا بسيارته على خط الكراع عدن البحري كان يلفت يمينا، ويسال احد المعرفين بجانبه حق من هذا ؟؟ فيرد المعرف له حق الدولة ، ويلتفت شمالا متسائلا وهذا حق من ؟ قالوا له حق الدولة وحينها طبع على صدره قائلا : يا نهباااااه نحن الدولة نحن الدولة.
بات لزاما على كل جنوبي شريف وغيور على دماء الشهداء ان يقف الى صف الشعب والوطن استشعار لاهمية المرحلة ، والمخاطر، والازمات، والصراعات التي خطط لها، ويخطط لها، وراهن عليها الاعداء لضرب المشروع الجنوبي ، وجعلوا من التاريخ درسا يستفاد منه ، اليوم التصالح والتسامح الجنوبي بات دستور وطني ينتهجه المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل والمعبر السياسي عن قضية شعب الجنوب ، ويعمل بكافة الامكانيات والجهود لتعزيز التقارب الجنوبي الجنوبي لصناعة المستقبل الجنوبي بكافة ابناء الجنوب، والعمل بوتيرة عالية لتحرير ما تبقى من ارض الجنوب والذي سيليها اعادة بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة على كامل التراب الوطني الجنوبي بحدود الوطن المتعارف عليها لما قبل العام 90م .