د. عبده يحيى الدباني
في يوم الذكرى العزيزة
تهل علينا الذكرى السابعة عشرة لقيام حركة التصالح والتسامح الجنوبية وشعبنا ونخبنا السياسية لاتزال محتاجة لهذا المبدأ العظيم في مسيرتنا الثورية التحررية وهو مبدأ التصالح والتسامح؛ لأنه وقود الثورة وصمام أمان انتصار قضية شعبنا العادلة إن عاجلا وإن آجلا .
وجوهر هذا المقال الموجز ما يأتي :
أولا يجب استمرار هذا المبدأ او هذه الحركة الوطنية الجنوبية في حياتنا السياسية، لأننا لانزال محتاجين إليها. وهي حركة سياسية واجتماعية وثقافية وأخلاقية ؛ وقد تبنتها شعوب أخرى قبلنا؛ مرت بظروف تشبه الظروف التي مر بها شعبنا في الجنوب وقواه السياسية .
ثانيا ينبغي ألا يكون هذا المبدأ العظيم حصانة سياسية لهذا أو لذاك ممن يقف حجرة عثرى اليوم من الجنوبيين في طريق استعادة دولتهم ويستمر في الاصطفاف والتمترس إلى جانب القوى الشمالية؛ التي تسعى إلى الحيلولة دون تحقيق هدف شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة على تراب أرضه
التي رواها بدماء أبنائه الطاهرة.
ثالثا هذا المبدأ الوطني الجبار يجب أن نلتزم بقيمه وأهدافه حيثما كنا فليس من المعقول ولا من العدل أن نتصالح ونتسامح حينما نكون مشردين في الشارع من ظلم نظام صنعاء المحتل ، فلما تبدأ الامتيازات عند هذا وذاك في اي طرف كان نتجاهل هذا المبدأ وننساه .
فهذا المبدأ ليس للمتاجرة الوطنية ولا لتوظيفه للمصلحة الشخصية .
رابعا يجب أن يرتبط هذا المبدأ المبارك بالولاء لله تعالى ثم للجنوب الحبيب اي بعيدا عن الولاء المناطقي او القبلي او الولاء للأشخاص مهما كانوا او الولاء الحزبي او الارتهان للخارج ، او الولاء للمصلحة الذاتية .
فمتى ما كان الولاء _بعد الولاء لله تعالى _ هو للجنوب وطنا وشعبا وقضية وهوية فإن مبدا التصالح والتسامح سيكون مثمرا وناجعا .
اما الشرك الوطني فإنه منبوذ.
خامسا: لا ينبغي لأي طرف جنوبي ان يستقوي على اي طرف أخر جنوبي
سواء عسكريا او سياسيا او غيرهما لأن هذا لا ينسجم مع مبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي.
ثم ان الاستئثار باي استحقاقات سياسية او ادارية من قبل طرف ما على حساب آخرين يتنافى ايضا مع مبدا التصالح والتسامح ، فالقاعدة هنا هي اتباع معيار الكفاءة والأمانة عند اي استحقاق سياسي او إداري او غيرهما .
وكل عام والجنوبيون في تصالح وتسامح وتضامن بعون الله تعالى.