ماجد الطاهري
شهداؤنا عظماؤنا..وابطالنا تاجٌ على رؤوسنا
أحدثكم من حيث كانو ويكونون هُم في مديرية كرش إحدى بوابات الجنوب الغربية ملتقى الأبطال وقلعة الصمود ، هنالك في مواقع الشرف والبطولة وعلى إمتداد ثرى ترابها الطّاهر حيث الوجوه السُّمر من مختلف محافظات الجنوب يرسمون واحدة من أروع اللوحات الفنية عنوانها الشجاعة ومعانيها التضحية والنضال والإستبسال ، ولا أبالغ في توصيفهم بأجمل عبارات المديِح لأن كلمات الثناء لا توفيهم حقهم، أقول هذا لأنه ليس من سمع أو قراء كمن شاهد بعينيه أولئك الأبطال كل يوم مدة ثمان أعوام ..
إنهم مقاتلو جبهة كرش الأبطال مدرسة حقيقية وحاضرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، نعم هي مدرسة في الشجاعة والصمود ومدرسة يُتعلّم منها معاني الصبر والتضحية وحب الوطن ...
كانوا وما زالوا في رباط دائم لا يفل صبرهم ولا توهن عزائمهم بالرغم من كافة الصعوبات التي يواجهونها ، صامدون بالرغم عن الجوع والبرد القارس في ليالي الشتاء ولهيب الشموس وحرها في تقلُّب الصيف ، صامدون بالرغم من انقطاع الرواتب وعدم إنتظامها لأشهر..
أيّ رجال هم هؤلأ الذين الأبطال الذين يُقدِّمون حماية الدين والوطن عن مسؤلياتهم في إعالة أطفالهم وأسرهم ، من يستطيع أن يستمر لسنوات في رباط مواجهاً للموت وأطفاله يعانون من الفقر والجوع الحرمان،أيّ ثباتٍ وثقةٍ وولاءٍ وإيمان يمتلكه أولئك الرجال النادرون ، حقيقةً انهم حالة إستثنائية ومثلهم الكثير من رفاق السلاح في أكثر من جبهة قتالية بمحافظات الجنوب ..
شهدؤنا عظماؤنا ليس بالكلمة فحسب بل بالفعل، فلولاهم بعد الله لاحتلت الأرض ثم تستباح الأعراض وتنتهك الحرمات، ولولأ تضحياتهم لما تعاقب أولئك الرؤساء والوزراء والمسؤلون على كراسي الحكم ولما جمعوا الأموال وتباهوا بالمراكب والحرس.
فماذا قدم أولئك المسؤولون لذوي الشهداء من الرعاية والإهتمام ، وماذا قدموا لمن ينتظر من الأبطال المرابطون في جبهات القتال ؟ ألا يستحق أبطالنا وذوي شهدؤنا ألرعاية والدعم والإهتمام ، ألا يستحقون إنتظام دفع مرتباتهم دون انقطاع.
قيادتنا المبجلة:
فـ ليكن أبطال مؤسستنا العسكرية والأمنية ورجال المقاومة الجنوبية خط إحمر ولا قبول مطلقًا بالمساومة عليها أو المساس بها والإنتقاص من حقوقها لأي أطراف أو جهات مهما كانت حجم الضغوطات، والقبول بذلك يعد خيانة للوطن ومتاجرة بالقضية التي قدّم من اجلها شعبنا قوافل من الشهداء