د. اشجان الفضلي

ثقافة الحوار الأسري

وكالة أنباء حضرموت

إن الأسرة هي النواة الرئيسة لبناء المجتمع، ولأهميتها تلك جعلتها تقوم بوظائف عديدة منها، الوظيفة الثقافيّة التي تتمثّل في إكساب أفرادها المعايير الثقافية في مختلف نواحي الحياة دعونا نحلل ماهي المعايير التي يجب أن تحافظ عليه الأسرة لبناء ثقافة أفرادها ومن منظور علمي نقول إن البنائية الوظيفية  سعت إلى تفسير التوازن في المجتمع، كبناء مستقر وثابت نسبياً يتألف من مجموعة من عناصر متكاملة مع بعضها، وكل منها يؤدي بالضرورة وظيفة إيجابية يخدم من خلالها البناء العام، وإذا اتفقنا بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وأن الأسرة هي مجموعة من الأعضاء لكل منهم دوره داخل الأسرة و في بناء المجتمع فإذا كنا نريد تفسير ظاهرة اجتماعية فلا بد أن نفتش جيدا عن علتها الفاعلة وعن الوظيفة التي تؤديها، ودعونا نفكر قليلا ماهي الثقافة التي تزرعها الأسرة بين أبناءها هل تزرع ثقافة الحوار الأسري وتفسح المجال لحرية التعبير عن الرأي  لقول الحقيقة بحرية أو لتحليل المواقف و لاكتشاف المشاعر والتعبير عنها وذلك لجعلهم شخصيات اجتماعية قادرة على التفاعل الاجتماعي بإيجابية . 
متى ما وجد الحوار داخل الأسرة سنجد حوار في الحارات يساهم في بناء السلام الاجتماعي سيفح سائقي المركبات الطريق لصاحب الحق وستتنظم حركة السير سنجد مدارس يملئها الحب واللعب والأمان .  ثقافة الحوار تهذب الألفاظ  لن يكون هناك تنمر ولا كلمات بذيئة ومعاكسات للنساء في الشارع لن يحتاج البائع إلى الحلفان لإقناع الزبون أن البضاعة جيدة  ثقافة الحوار ستشعرك بالجمال  من حولك من خلال رغبتك في المحافظة على نظافة الشارع العام سيصبح أبناءنا قادرين على حب الأرض التي يعيشون فيها والحب يعني الأمان ويعني الانتماء . حديثك يعكس قيمك وأخلاقك وإذا وجدت هذه القيم في الأسرة فأنها  نقطة البداية للبناء الاجتماعي .

مقالات الكاتب