اياد غانم
مجزرة سناح اغتيال للانسانية!!!
يصادف اليوم ال27 / ديسمبر الذكرى التاسعة للمجزرة الوحشية بمنطقة سناح الضالع ، بينما يتوافد المدنيين من المواطنين والشباب والاطفال الى مكان عزاء الشهيد فهمي قاسم بمدرسة سناح وبعد اداء صلاة الجمعة من العام 2013م ، ولا يعلمون مايخفيه لهم القدر وبينما هم يتجمعون وفي غفلة بانهم على موعد من اقتراب مقذوف مدفع من فوهة دبابة ، وما ان بدات ساعات استقبال المعزين الا ويسمع صوت مدفع الغدر والحقد ويشاهد سقوطه ورتطامه بمكان تواجد اكبر جمع من الضحايا الابرياء الذين باتوا جثثا هامدة تناثرت اجزاء اجسادهم وتفحمت الاخرى ، وتخضبت جدران مدرسة الشهداء بدماء الاطفال الابرياء في مشهد ماساوي يجسد مدى وحشية المخطط والمنفذ للجريمة ، لم تتوقف لحظات الماساة عند ذلك المشهد الذي بات اقرب الى المشهد الدرامي المنسوج من الخيال، حيث سمع اصوات صراخ الامهات للاطفال تتعالى وهن يزرن المستشفيات يسابقن الوقت لالقاء ولو اخر نظرة على اطفالهن دون ان يعلمن بان بارود الاحتلال قد وقف حائلا امام معرفة الام لولدها والولد لابيه بفعل وحشية الجريمة الممزقة والمحترقة لاجساد الضحايا.
سقط عشرون شهيدا وعشرات الجرحى بتخطيط وتنفيذ نظام متجبر وقائد فاجر، وتخضبت جدران وساحة مدرسة الشهداء بالدم لتشحذ همة وتمسك المقاوم والحر الضالعي بقناعته وحريته مفتديا وطنه وارضه بالروح والدم، ذكرى تسرد لنا قصة وحكاية لم تغيب عن اذهان الحاضرين والمتابعين تنسل من بين الامها ابطال شامخة شامخين بارادتهم يشكلون اوسمة على صدر كل جنوبي حر لا زال على العهد والوعد مؤمنا بقضيته وفي لوطنه.
تطل الذكرى التاسعة براسها ومازال اولاد الشهداء وابطال هذه المدينة يجددون العهد والوفاء،مواصلين العطاء وتقديم اولادهم واخوانهم وابائهم مؤمنين بالتضحيات وتغرق نسائهم لحظات توديع اولادهم وارواجهم الدموع.
تهل علينا المناسبة لتجدد العزم وتجدد خطوط السير للوصول الى الهدف ، وتعزز كل خطوات وتوجهات تعزيز وحدة الصف الجنوبي وكسر رهانات تمزيق الشعب الجنوبي والمساومة في هدف ثورته وشهدائه النبلاء ، وانه من دون الوفاء لتلك الدماء الذي ازهقت ببارود الحقد والغيض والعداء للحرية التي ابوا الا ان يكونوا ثمنا للدفاع عنها سيخسر الجنوبي وطنه وشموخه وعزته وكبريائه الذي كان يتشكل على رؤوس الشهداء وحريته التي كانت زاد تغذي روحه لمقاومة مشروع الباطل والانتصار لارادة الحق.
انها الضالع يا من تقللون من حجم ما قدمته هذه المحافظة البطلة من تضحيات ومواقف شكلت قناعات وعززت الروح الفدائية لكل جنوبي على امتداد ارض الوطن، ويتواصل الاستهداف والنيل من قوة وشموخ ابطال محافظة الشهداء امتداد لمشاريع الجرائم الممنهجة والمتعددة بين فصول الاغتيالات والقتل والدمار ومضاعفة معاناة ابنائها، ومع كل ذكرى تتجدد المؤامرات ويتنوع شكل الاستهداف، مع شن حملات ممنهجة لبث سموم عنصرية ومناطقية ثقافة الغازي واستهداف مباشر بالهوية بدعم ورعاية طواغيت العصر وادوات الاجرام الممنهج ضد الجنوب.
ومن هناء ندعو ان تضل هذه الذكرى يوم تاريخي يحتفل به ويعتز به ويكرم فيه اسر شهداء المجزرة وهو اقل واجب يجب ان يقدم تجاه ضحايا ابشع مجزرة عرفها الجنوب، وتزامنا مع الذكرى نؤكد ونقول لمن لم يستوعب الاحداث ويتجاهل القراءة والتمعن في احداث التاريخ عليه ان يعلم بان عصر الطواغيت سيأفل وان ليل الاحتلال حتما سيزول ، والشعب الذي يمتلك الحق لن يموت ابدا او تموت قضيته او تذهب وتهدر تضحياته.