صالح شايف
تحصين الوعي الوطني الجنوبي من الإختراقات
أشتدت مؤخراً وعلى نحو غير مسبوق حملات التضليل وبكل الوسائل المتاحة لأعداء الجنوب وقضيته الوطنية العادلة والمشروعة؛ فأصبحت الشائعات تركز على إختلاق الأخبار والمعلومات المفبركة التي تهدف لإثارة الشكوك والوقيعة داخل صفوف الإنتقالي من جهة؛ وبينه وبين بقية القوى الوطنية الجنوبية من جهة أخرى؛ وهي حالة تعكس درجة اليأس والإرتباك التي وصلت لها تلك القوى؛ ولعل مرد ذلك يعود لقلقها وتخوفها من تقارب وتوحد قوى الجنوب الوطنية ونجاح مسيرة الحوار الوطني الجنوبي الذي يمضي بصورة فعالة وطيبة حتى الآن؛ وتبشر بنتائج عملية قريبة ومثمرة على هذا الصعيد؛ وبما يجعل من وحدة وتماسك الصف الوطني الجنوبي أمراً واقعاً؛ ويجعل كذلك من وحدة الرؤى والموقف بشأن مستقبل الجنوب والإنتصار لإستحقاقاته الوطنية حقيقة واقعة والتي سترتكز على قاعدة التوافق الوطني العام؛ وعلى أسس متينة من المسؤولية الوطنية المشتركة؛ التي ينتفي فيها التهميش والإقصاء وبأي صورة كانت؛ وتتجسد فيها وحدة الجنوب الوطنية وعلى نحو ملموس وتصان فيها كرامة وحقوق الجميع وعلى نحو عادل وفي كل ميادين ومجالات الحياة.
إن الظروف القائمة وما يسودها من غموض ومخاوف تتطلب يقظة وطنية إستثنائية عالية وشاملة وعدم التهاون أو التقليل من حجم المخاطر المحدقة بالجنوب ومشروعه الوطني؛ وأخذ كل المعطيات والمؤشرات الداخلية والخارجية على محمل الجد؛ وكذلك الحذر الشديد من أولئك الذين يلبسون الأقنعة السياسية ( الملونة ) والتي يستبدلونها عند الضرورة وحسب المصلحة ويجيدون معها إستخدام الطرق والوسائل المناسبة لنشاطهم وتواجدهم داخل صفوف القوى والكيانات الوطنية والسياسية والإجتماعية الجنوبية؛ فاليقظة والرقابة والحذر وصيانة الأسرار أصبحت مهمة وطنية ملحة وهامة حتى نتمكن من حماية جبهة الجنوب الداخلية قدر الإمكان؛ فبذلك وحده يمكن إغلاق وسد الأبواب أمام الإختراقات وتعدد مصادرها ودوافعها وأهدافها؛ ولتجنب ما هو أسوأ وأكبر وأخطر على هذا الصعيد في قادم الأيام.