ماجد الطاهري
إن اللَّه لا يُصلِح عمل المُفسدين
من مقتضى العدالة السماوية الأزلية وجوب العقوبة من الله للعباد الضالين عن طريق هدايته، الغاوين عن طاعته،المفسدين في أرضه،الظالمين لأنفسهم ولـ بني جنسهم من خلقه، وهو بحدّ ذاته أي (العقاب الإلهي) ينجُمُ عن أمرين:
الأول: عقاب الزجر والردع الصادر عن محبّةٍ ورحمة وإشفاق من الله الرحمن بذاته الرحيم بعباده بُغية إعادتهم الى جادّة الصّواب وطريق الحق ..
الأمر الثاني: عقاب الغضب الموجب للطرد من موجبات الرحمات الإلهية التي وسعت كل شيء وذلك لتعدّي أصحابها على شِرعة الله ومِنهاجه بالإفساد في الأرض ومنازعة الله الخالق القوي صفة الكبريا والعظمة وهما صفتان موجبتان لبغض ونقمة الجبار المنتقم ووقوع العذاب العاجل بأهلها قال تعالى عن المفسدين( واللّهُ لا يُحِبُّ الفساد) الايه 205 سورة البقرة،و قال تعالى عن أهل الكِبر (آنّه لا يُحبّ المُستكبِّرين)الايه 23 سورة النحل، ولقد أُنزلت الأيات القرانية ووردت الكثير من الاحاديث النبوية تتحدث في هذا المجال..
ما أوردناه آنفا هي مُقدّمة تستوجب منّا جميعًا أفرادا وجماعات، نُخبًا واحزاب،قادةً ومقودين .. العودة إليها باعتبارها مرجعا قانونيا سماويا مُجرّبا إقتضته حكمة الله البالغة مُذ بداية العهد الأول للبشرية إلى أن يُنفخ في الصّور ، وهو لَعمري قانون غير قابل للنقض أو التعديل، فحيث ما هو كائن أو يكون (الإفساد في الأرض والكِبرِ والغرور) فهو واقعٌ بإهله مقت الله وغضبه لا محاله أو مناصٍ ولا مفرّ منه..
فإن كان الأمر كذلك فـ تأملوا في أحوالكم وأمعنو بصيرتكم قبل أبصاركم،ألآ تجدون في أنفسكم من ينازع الله رداءه وإزاره والعظمة رداءه والكبريا إزاره فمن نازعه في إحداهما أو كليهما أذلهُ الله وأخزاهُ ، ثم لتعيدوا الكرّة مرتين فتنظروا كيف أُلـبـِسنا الفساد أفراد وجماعات ثم بعدها استصغناهُ فعظمناهُ وبجّلناه، فولّاهُ الله على رقابنا ولا يحيق المكر السيء إلّا بإهله..
وبعد أترون ما أنتم فيه فالفساد عمَّ وطم،والعبثُ حثَّ أعوانه واستحث،وبضعفكم وقِلّــة حيلتكم وبِصمتِكم وصبرِكم تمادى المفسدون إمعانًا في نهبِ حقوقكم ،في إفقاركم وتجويعكم، في إذالكم وقتلِكُم أحيا بعد أن قتلوا فيكم الإرادة والعزيمة والشجاعة للوقوف مع كل ماهو حق ضد كل ماهو باطل ..
فما تنتظرون من مفسد قد قال الله فيه (والله لايُصلِح عَملُ المُفسِدين)
صدق الله العظيم