خالد سلمان

عصام ورأس العارة

وكالة أنباء حضرموت

في الحرب الأهلية اللبنانية كانت للفصائل المتصارعة موانئ متعددة، لجلب السلاح والتهريب وتمويل الصراع ،ومن أبرز هذه الموانئ جونيه. 
في اليمن يريد البعض تكرار ذات النموذج ، حيث تجري صراعات محتدمة لسلب الدولة الحق السيادي في إنشاء الموانئ، وإبعاد هذه المنشاءت عن ساحة الإشتباكات السياسية والعسكرية، ومثل هكذا خطر هو ما يحدث الآن من بروز أحدى الشخصيات المثار حولها الاسئلة، وتبنيه إنشاء ميناء في منطقة رأس العارة. 
“عصام هزاع” الذي يتحدث عن عزمه بناء الميناء من حر ماله! ،شخصية أنتجتها الحرب فهو لا ينتمي في سياق تاريخي للراسمال التجاري الوطني، هو طفا فجأة على السطح ،مخلفاً وراءه دوائر الغموض حول الجهات السياسية والإقليمية الداعمة، والدول التي تصفي حساباتها مع بعضها في اليمن. 
عصام هزاع ،  يتاجر بوجع المنطقة يلعب على وتر التهميش ، يحاول أن يصور مشروعه بأنه لصالح أبناء الصبيحة ،وأن منعه يستهدف أبنائها  ، وبالتالي فإن خصمهم هو الإنتقالي في حال عطل تمرير هذا المشروع، المشبوه والأكبر من قدرة فرد على إنجازه. 
عصام هزاع الذي طلع كنبت غريب بمشروعه الأكثر غرابه، يضع الحكومة والسلطة المحلية والمجلس الإنتقالي ، أمام واقع يسعى إلى فرضه أما بالضغط والتلويح بالإحتراب المناطقي ، وأما بممارسة القوة المباشرة. 
نعم الصبيحة منطقة مثقلة بالمعاناة، وبغياب الأعمال الخدمية والمشاريع التي تخفف من حالة الفقر  ، ولكنها مع كل هذه المعاناة هي محددة الخيارات والإنحيازات ، فكما فشل الجبولي في إستقطابهم لمحوره المليشاوي ، سيفشل عصام هزاع في جرهم إلى مربع حرب ضد أبناء منطقتهم ، وضد خياراتهم وقناعاتهم التاريخية. 
أبناء الصبيحة يستحقون رعاية إستثنائية ومشاريع إنقاذ معيشية خدمية فورية ، لإجهاض آخر مسوقي الوهم ، في تحويل معاناتهم إلى مادة للإستقطاب السياسي الجهوي وتفجير سلام المنطقة الداخلي. 
على عصام أن يدرك أن ثرواته الغامضة وجهات التمويل الخفية،  لن تصنع منه زعيماً لمنطقة ولادة بالقيادات وصانعة تاريخ ، الصبيحة أكبر من أشباه عصام ومن يقف خلفه. 
جر الصبيحة إلى الإحتراب في مابينها  ومع المناطق الجنوبية الأُخرى عبر رفع شعار المظلومية ، مخطط شيطاني شرير ،وجريمة مصيرها الوأد.
خالد سلمان

مقالات الكاتب