أحمد الجعشاني
ثورة أكتوبر.. والا ستفادة من ارهاصات الماضي
لاشك ان ثورة أكتوبر المجيدة كانت نتاج عمل بطولي قاده الثوار بعد تضحيات جسام لاجل نيل الاستقلال والخلاص من الاستعمار. ولاشك انها كانت تصب في في اتجاه التغير نحو الافضل . الا أن ماحدث بعد الثورة من تداعيات وارهاصات . وأهمها هو استمرار نزيف الدم بين الاكتوبرين . في كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . حتى قيام دولة الوحدة عام تسعين . حيث قيض العمل الوطني وتعثرت فيه بناء مستقبل الدوله الحديثه بعد الثورة . ذلك سؤال حثيث ومهم وهو ما يقودنا اليه واقعنا اليوم . وما وصلنا اليه من تخلف وأنحدار في اشكال البنيويه التحتيه لشكل الدوله الحديثه وانصهار القوى الوطنيه . في بؤرة تحالفات من تشكيل عصبوي وقبلي مناطقي اخلف نظام هش اكثر تخلف مما كان عليه وجود الاستعمار .
ليس من الممكن ان نقول الان ان مسيرة ثورة أكتوبر. كانت دمويه بين رجالتها و وعجزت من بناء مؤسسات النظام والقانون . مثل ماحدث بعد الثورة وقيام بجمهورية دكتاتورية بحكم شمولي . ورغم التقلبات في السلطه الا انها مثل ذلك القول الثورة مثل القطة التى تأكل اولادها خوف عليهم . وذلك هو ما يقودنا الى السؤال هل الثورة لم تحقق أهدافها .. ؟
ولو رجعنا الى الوراء . وواجهنا التجربه الاكتوبريه وماحدث بعد الاستقلال . لو وضعنا سؤال من اول السطر . لماذا اخفقنا. وتعثرت مرحلة بناء الدوله . ولم نحقق اهداف الثورة وطموح الشعب في بناء دوله مستقرة . خلال مسيرة خمسون عام منذو الاستقلال . ومنذو بداية الاستقلال وبعد ثورة أكتوبر. وفي كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . لوجدنا ان أكتوبر الثورة قد افرغت من محتواها واهدافها النبيله . وتحملت على عاتقها عبئ الكثير من الاخطاء والارهاصات . من صناع و قيادات الثورة والنهج الثوري . ومن تداعيات التحالفات بين القوى الوطنيه . و سياسة التنوع الفكري والطبقي بين جيل صناع الثورة في الجنوب . والتنوع في الفكر و الايدلوجيه التنظيمية والتنوع الطبقي . الذي تعارض مع الرديكاليه البلشفيه المتطرفه . التى تحالفت في مع الجيش . الذي اسس على المناطقيه القبيله والانتماء الحزبي الاوحد . ومن هنا اخفق فيه صناع الثورة . في عملية الاحتواء بين قيادة الثورة ذو الفكر الليبرالي وجماعة اليسار المتطرف . صراع القوى الوطنيه . والاستحواذ على السلطه . والاستعلاء واقصاء كل أشكال الطيف من قوى التحرير بكل اطيافه السياسيه المتنوعة من تنظيمات واحزاب يمينيه . وقيادات نقابيه حقوقيه . اقصت من الشراكه في الحكم . وهو الشريك في اندلاع الثورة والاستقلال . لذلك ان إقصاء اليمين من قيادة مرحلة بناء الدوله . وهم رموز وطنيه وقيادات الكفاح المسلح في مسيرة الثورة . قد اتاح استحواذ اليسار المتطرف على السلطه . والحكم بالحديد والنار . وفرض النهج الشمولي لنظام الحكم في الجنوب . ولم يخلق بناء نظام مؤسسي ديمقراطي. وحكم رشيد خلال فترة مسيرة حكمه .
أن الحديث اليوم عن الثورة الاكتوبريه . او التجربه الثورية من واقع التجربه واخفاقتها . هل يستفيد الثوار الجدد ويستوعب الدرس . واقصد هنا المكون الانتقالي لانهم هم المحرك الاساسي للثورة الثانيه في الجنوب . او الثوار الجدد المكون من الحراك الجنوبي . يلزم عليه اعادة صياغة اهداف الثورة الجديده . ومدى قدرته في حماية الثورة هم أصحاب الثورة وحمايته بالدعم والتحصين الشعبي . اننا امام مرحلة فارقة وحاسمه . اذا اردنا بناء دوله جديده وحكم رشيد . علينا اولا استيعاب المرحله . ومشاركة كل أشكال الطيف من التنوع الفكري من تنظيمات سياسيه واحزاب وقوى اجتماعيه معارضة . تحت هدف واحد وهو البناء نحو مستقبل افضل لبناء الدوله . والاستفادة من ماحدث من صناع الثورة الاكتوبريه . من ارهاصات نحو تقويض العمل الوطني نحو بناء الدوله .
** أحمد الجعشاني **