ثقافة قبول الآخر

وكالة أنباء حضرموت

تعلمت من سيدنا إبراهيم ع كيف اختلف مع الآخر وأن احترم وجهة نظره مهما كانت فأباه وقومه كانوا يعبدون تماثيل وهو كان يدعوهم لعبادة الله ومع ذلك لم يقم بتكفيرهم أو شتمهم أو الإساءة إليهم.

يعلمنا القرآن ع لسان سيدنا إبراهيم ع كيفية الاختلاف وقبول الآخر وكيفية الانسحاب من أي حوار بطريقة مؤدبة تبقي حبل الود ولا تقطعه وتمعنوا لهذا الحوار الشيق بين إبراهيم وأبيه  (( قال سلام عليك ساستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا))

لذلك طلب منا  الله التأسي بسيدنا إبراهيم ع ومن معه من المؤمنين بقوله  (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه )) فاختلافهم مع قومهم لم يدفعهم إلى التكفير والشتم كمانفعل نحن هذه الأيام وكم هو جميل لو أننا تأسينا بسيدنا إبراهيم وتعلمنا منه كيفية الاختلاف وقبول الآخر

بعد موقف سيدنا إبراهيم الراقي مع قومه والذي يفترض أن يكون مثالا للاقتداء والتأسي جاءت المكافأة الربانية على قدر الخلق النبيل لسيدنا إبراهيم  (( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا))

لم يذكر الله لنا في القرآن طريقة ممارسة الأنبياء لحياتهم  كطريقة المأكل والمشرب والملبس  لأن ذلك ليس مهما بل سلط الضوء على أهم شيء وهي أخلاق الأنبياء مع قومهم ولذلك يجب علينا التركيز ع الأخلاق والابتعاد عن الشكليات مثل طريقة الأكل واللبس ونحوها فهذه ليست معيارا إيمان او كفر أحد .

القرآن الكريم سلط الضوء على أخلاق النبي وابتعد كل البعد عن الشكليات بقوله  (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وقوله صلى الله عليه وسلم (( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق )) لذلك علينا التركيز ع الأخلاق  وبناء عليها أعط تقييمك للناس .

لا ينبغي أن تصدر حكما ع شخص بسبب طريقة لبسه أو شكله ومن النظرة الأولى بل يقيم الإنسان من خلال أخلاقه ولن تستطيع معرفة أخلاق شخص إلا من خلال معاشرته فيكفي إصدار أحكام مسبقة وعلينا الابتعاد كل البعد عن النمطية والأحكام المسبقة.

((ولتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وأنهم لا يستكبرون )) لو أنهم علمونا ثقافة الحب والاختلاف وقبول الآخر لما رأينا القتل والخراب الحاصل هذه الأيام ولما رأينا ثقافة الإرهاب والتفجير والدمار المنتشرة والطاغية في زمننا ...  

خلاصة القول اقبلوا الناس كما هم ودعوا الخلق للخالق

م/ مناف الكلدي