ماجد الطاهري
هُدنة على دَخَن
من المعلوم أن لفظ (هُدنة) تعني المصالحة والمسالمة بين نقيضين أو أكثر عقب حرب لم ترجح كفّة المنتصر فيها لذا يتم إبرامها لتفادي الخسارة والخروج بأقل الضرر ..
لكن المتابع لمجرى أحداث القتال في اليمن خلال ثمان سنوات وما تخللها من مبادرات السلام برعاية الأمم المتحدة ومبعوثوها الأربعة تتراء سيلحظ أن جميعها كانت مجرد هُدنات مُزمنات عقيمات لم تؤسس لحل شامل وكامل لجوهر المشكلة بين عموم أطراف القتال بقدر ما كانت أي (الهُدن) محور إرتكاز لدول الهيمنة حيث تسعى من خلالها لإعادة توازن القوى المتصارعة في الداخل ومن ثَمّ توجيهها نحو المسار المخطط له ، وهي ما يطلق عليها في الإصطلاح اللغوي (هدنة وفيها دَخَنْ) وتعني صلح على فساد ..
إذا لم تصدق النويا والأقوال وتترجم بالأفعال فإن إستمرار الهدن المجزئة تنعكس سلباً على عامة الناس فـ تصبح أشبهه بضرير لا يُرجى شفاءه وقد قرر له الأطباء علاجًا يمنحه العيش بعض الوقت في ظل المعانات والألم فلا هو شفي ولا هو مات واستراح ..
وفي كِلأ الأحوال الكَيِّسُ الفطِن من بين النقيضين هو من يحسب المكاسب لصالحة ويدرك ما يدور حولة ويُدارُ عليه فيحسن التفكير والتدبير حتى إذا كُشِفَ المستور وظهرت الحقائق تفضح قُبح سريرتهم وسوء مكرهم وخبيث أفعالهم، عندها فقط تكون الغلبة لمن أعدّ العُدٰة إذ لايفاجئة الحدث ولا تتملكه الدهشة أو يحزنه خذلان الصديق قبل العدو لأنه أعدّ واستعد فلكلّ مقام مقال ولكل حدثٍ حديث ولكل فعلٍ ردة الفعل معادلة له في القوة ومشابهة في الزمان والمكان ...