صالح شايف

المهريون ثابتون على أرضهم منذ الأزل وإلى الأبد

وكالة أنباء حضرموت

نتابع بكل فخر وإعتزاز وبتقدير رفيع وإعجاب شديد لكل ما تشهده محافظة المهرة في الآونة الأخيرة؛ فكم هو مفرح وباعث على الفخر والإطمئنان كذلك على إقتراب الجنوب من موعد تحقيق حلمه الوطني الكبير؛ حين نشاهد أحرار وحرائر المهرة ومعهم وإلى جانبهم قياداتهم الوطنية المخلصة وهم يحتشدون في الميادين والساحات ويجوبون الشوارع والطرقات الممتدة بين المناطق والمديريات؛ في تحرك شعبي واسع يحمل طابع الإنتفاضة الجماهيرية المنظمة والمتصاعدة وبفهم عميق وخلفية تاريخية مدركة للذات المهرية بكونها كجزءاً أصيلاً فاعلاً ومتفاعلاً على الدوام مع وطنها الجنوب.

لقد أرتفع صوت أهلنا في المهرة وبات مسموعاً وحاضراً بقوة في المشهد الجنوبي وفي جواره المحيط وفي الأقليم؛ وهو صوت الحق حين يرددون بصوت واحد مدوي يسمعون به أولئك الغزاة الذين يجثمون على أرض المهرة الطاهرة منذ إحتلال الجنوب عام ١٩٩٤م ويقولون لهم أرحلوا من أرضنا؛ أرحلوا وعودوا من حيث أتيتم؛ فلم يعد وجودكم مقبولاً في المهرة كما هو الحال في وادي وصحراء حضرموت؛ بل ونرفضه وبكل السبل والوسائل المتاحة والمشروعة؛ بعد أن تجاوز فسادكم وعبثكم ونهبكم لخيرات المهرة كل الحدود وجعلتموها ممراً للتهريب لكل شيء؛ ومارستم كل أشكال التهميش والإقصاء الممنهج والظلم الجائر والتجاهل القبيح لأبناء المهرة وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية وتضييق كل سبل العيش الكريم على أرضهم؛ والتعامل معهم كأقلية وهم أصحاب الأرض وملاكها وسادتها وبيدهم وحدهم قرار مصيرها الجنوبي؛ ولستم أنتم يا من جعلتم من الإستيطان وتغيير التركيبة الديمغرافية للسكان هدفاً غير مشروعاً لكم؛ وظننتم وبجهل فاضح وبغطرسة وحماقة وغرور؛ بأنكم بهكذا سياسة تستطيعون تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا وإفراغ المهرة من أهلها؛ وتناسيتم بأنهم يتنفسون هواء أرضهم؛ وبأن التاريخ يعانق وجدانهم ويمثل عمق إنتمائهم ويشحن فيهم عبر الزمن روحهم النقية وكبريائهم الوطني الجنوبي.

لقد أصبحت مطالب أبناء المهرة برحيل القوات العسكرية الشمالية من محافظتهم والخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخونجي؛ مطلباً ملحاً ومشروعاً وغير قابل للمماطلة أو التأجيل وبما يجعل من تنفيذ إتفاق الرياض أمراً نافذاً تجنباً لأي تداعيات محتملة؛ وإحلال قوات عسكرية وأمنية مهرية بديلة عنها؛ فهي المؤهلة على صيانة الأمن والإستقرار وغلق أبواب ومنافذ التهريب للإسلحة التي تتدفق على الإنقلابيين في صنعاء وغيرها من وسائل وطرق التهريب للبضائع وكل الممنوعات؛ والتجارة غير المشروعة التي يقوم بها ويتولى حمايتها بعض المتنفذين وتجار السلاح وتسهيل حركة وتحرك المنتمين للجماعات الإرهابية للقيام بأعمالها الإجرامية وحيث ما يطلب منها ذلك.

مقالات الكاتب