د. عبده يحيى الدباني
إخوان اليمن وعويلهم في المواقع والمساجد والقنوات !!
يا معشر الإخوان أيها الإصلاحيون في الجنوب وفي الشمال مالي اسمع عويلكم يرتفع هذه الأيام إلى حد البكاء والنحيب والعويل ماذا جرى لكم؟ الا تتجلدون وتواجهون قدركم الذي صنعتوه بايديكم بعد الله تعالى؟ الم ترددوا كل يوم ( فإن اصابكم قرح فقد اصاب القوم قرح مثله) فإن كنتم مخلصين حقا لهذا الدين العظيم فاهتدوا بهذه الآية .
لكن للاسف جانبتم الحق وانتم تعلمون، لو كنتم طلبتم الحق اجتهاداً فاخطاتموه لكان ذلك امرا مشروعا مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قاربوا وسددوا ، ولكنكم كثيرا ما اردتم الباطل فاصبتموه فطال مكوثكم في رحابه .
وعندما عرفت الشعوب سياستكم واهدافكم ونواياكم وتبعيتكم ومنها شعبنا في الجنوب، وكذلك أشقاؤنا في الشمال والمحيط العربي وغيرهم
جن جنونكم وخابت كل اوراقكم لأن حبل الكذب قصير ولقد طال في ايديكم زمنا .
مرت أمامكم فرص كثيرة لكي تكونوا صالحين مصلحين وتنتموا إلى امتكم وشعوبكم خير انتماء ،
ولكنكم استاثرتم بكل شيء واحتكرتم الحقيقة وجعلتم الغاية تبرر الوسيلة مع أن غايتكم ضيقة وانانية ومشبوهة وما هو معلن منها يجافي الحق ومنطق التأريخ ومصلحة الأمة وديناميكية الإسلام ومرونته وتاريخته ومدنيته . فالأيام حين تكون لكم تدقون بها صدوركم وتشمتون في الأخرين وتقصونهم شر إقصاء، مع إننا اليوم لا نشمت بكم فهذه اعمالكم وسياستكم اودت بكم إلى هذا المصير، وما يزال في ايديكم الكثير
لكنكم لا ترونه لأنكم جبلتم على الاستئثار وليس على الإيثار.
لقد استثمرتم كل شيء في مصلحتكم ولسياستكم واهدافكم ، فما تركتم لنا ديننا ولا مدارسنا ولا ثرواتنا ولا دولتنا ولا جيشنا ولا وظائفنا حتى التكافل وعمل الخير والدعم الخارجي سيطرتم عليه واحتكرتموه لأنصاركم
وتعاملتم بعنصرية مع من لم يكن منتميا إليكم وسلطتم على رقابنا ظالمين وجهلة لأنهم من اعضائكم. وها انتم اليوم تصرخون باسم الإخوة وباسم التماسك وتستعطفون الناس ،وتضعون انفسكم مقام الأنبياء الذين قاوموا وواجهوا وتحملوا وزلزلوا وتزعمون ان الهجوم عليكم هو الهجوم على الأمة وعلى الإسلام وعلى الحق وعلى الحياة برمتها، عرفتم الآن ان لكم شعوبا وان لكم اهلا ولكنكم كنتم توردون الثروات إلى خارج البلاد لأسيادكم يعبثون بها، وابناء الشعب يتضورون جوعا ويربطون الأحزمة من الجوع وانتم تربطون الأحزمة النارية لضحاياكم ليغتالون خصومكم . هناك موظفون بالآلاف لايستلمون ريالا واحدا وهم يدرسون أبناءكم ويعملون في مصلحة البلاد بينما الأموال والثروات معكم منذ استلمتم السلطة ومنذ كنتم فيها قبل ذلك .
ناصبتم الجنوب وشعبه العداء من اول يوم وكفرتمونا واطلقتم الفتاوى في قتلنا ، وبعثتم لنا فرق ارهاب تغتال احسن كوادرنا وما زلتم تتربصون بنا .
فما ضر الإسلام وما ضركم حين تقوم دولة جنوبية مستقلة وفق ارادة شعب الجنوب تضاف إلى العدد الكبير من الدول العربية والإسلامية في ظل وحدة الأمة الروحية؟ فهذا افضل الف مرة من وحدتكم الاسمية التي حولتموها إلى احتلال بغيض . ولكن ليس همكم من فوق الارض ولكن ما تحت الأرض غير مبالين بيوم العرض .
أخرجوا من حياة الناس ارحلوا كما رحل الذين من قبلكم دعوا الناس تقرر مصيرها وتبني دولها لقد طالما عزفتم على وتر الدين تبتغون الدنيا
حتى قضية فلسطين تاجرتم بها .
لا شك ان فيكم دعاة مخدوعون بتوجهكم ولديكم انصار صدّقوا أهدافكم المعلنة فهم جزء من ضحاياكم .
كفوا عويلا أيها الإخوان فقد اخذتم منا ما أخذتم وقد وليتم طويلا مساجدنا ومدارسنا ووظائفنا وثراوتنا وجيوشنا وسائر أمورنا فما عدلتم ولا احسنتم ولقد فشلتم فارحلوا ...