د.عارف الحوشبي
التثقيف الصحي يفقد _سلطانه
إلى روح الفقيد الزميل العزيز سالم باسلطان وبكل أسى وألم أقول:
رحلت وفي فؤادي ألف جرحٍ
فهل تعلم بذاك؟ أجب أُخيَّ
تودعك القلوب وأنت فيها
كأنك لاتزال اليوم حيَّ
وداعاً يارفيق فإن دمعي
بنار الحزنِ أدمى مقلتيَّ
فهب يارب بالرحمات جوداً
لباسلطان صبحاً او عشيَّا
......
إنها إرادة الله سبحانه وتعالى التي شاءت يومنا هذا أن تأخذ روح الاخ العزيز سالم سعيد باسلطان مدير إرادة التثقيف بالمركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني وأحد أركان المركز وأعمدته المتينة رحمه الله ولا نملك حيال ذلك إلا الرضى بالقدر والحمد والإسترجاع فإرادة قاضية ولن تقف أمامها كل قوى الكون مجتمعة، إنها إرادة الإيداع والإسترجاع الابدي .....
لقد أودع الله أجسادنا الترابية أرواحاً علوية تحيا بها لتتحرك وتسكن،،، تفرح وتحزن،،،، تحب وتكره،،،، تصيب حيناً وتخطئ حيناً آخر الى غير ذلك من سمات الحياة الدنيا، وحينما يريد الله أن يسترجع وديعته فلامانع له لتعود الاجساد الى طبيعتها الترابية ولا يبقى منها حي بالناس إلا الأثر وماأروع الانسان حينما يترك أثراً جميلاً ...
لقد رحل باسلطان بعد أن أخذ كل صفات اسمه فقد كان سالماً ومسالما في حياته، أحب الكل وأحبه الجميع.... كان سعيد كما كنا نراه أمامنا ولا تفارق البسمة شفتيه حتى وان أخفت موقتاً إن كان غاضباً او معتاباً فسرعان ماتعود ، لقبه باسلطان فقد كان رحمه الله سلطانا في طيبته ولا يخفي في قلبه شيء وكما يقال مافي قلبه تسمعه من لسانه ...... أول لقاء جمعني به كان في اول يوم باشرت العمل في المركز بعد أن كلفني معالي الوزير أ. د. قاسم بحيبح مديراً عاما للمركز ، ولا أنسى ذلك اليوم حينما قابلته فباشرني وبلا مقدمات قائلاً شوف ياحوشبي أنا بنتي متزوجة على واحد حوشبي وهو من افضل وأنبل الشباب وعندي أحفاد منه أحبهم كأنهم أولادي،،
فقلت له لنا الشرف في ذلك أستاذ سالم وإن شاء الله معرفة خير وبركة بينا، فعقب عليَّ قائلاً بس شوفنا بابدل بدل بنتي بواحدة حوشبية ثم اتبع كلامه بضحكته المميزة والتي اهتزت منها كرفتته الانيقة المربوطة على عنقه بعناية وأناقة شديدة .....
لقد كان سالم رحمه الله أنيقاً فعلاً، أنيقاً في إختيار ملابسه وحسن مظهره
أنيقا في كلماته حتى وإن كان مازحاً
أنيقاً في أخلاقه وإذا مااختلف مع زميل او زميلة ( وبالنادر يحصل ذلك ) سرعان مايعود لترميم ماحصل رحمه الله ..
ختاماً استحضر أبياتاً لأحد الشعراء العرب حيث يقول:
أيـا مـن قـد نــوى سـفـراً بـعـيـداً
متى قل لي رجوعك من نواكا
جــزاك الله عـنّـي كـل خـيـــرٍ
وأعلم أنّه عنّي جزاكا
فيا قـبر الـحـبـيــب وددت أنـّي
حملت ولو على عيني ثراكا
سقـاك الغـيـــــث هـتـّانـا وإلاّ
فحسبك من دموعي ماسقاكا
ولا زال السلام علـيـك مـنـّي
يرفُّ مع النسيم على ذراكا
.....
اللهم ٱرحم زميلنا وأخونا سالم
اللهم إنه فارق الأهل والدار وحل ضيفاً عليك فوسع مدخله وأكرم نزله وتجاوز عن سيئاته وبارك في حسانته وأسكنه الفردوس الاعلى من الجنة....
وداعاً سالم
لقد رحلت في طريق كلنا له سالكون فنسأل الله لنا ولك المغفرة والرحمة
اللهم آمين