الخضر البرهمي

لثأر ومشكلاته في أبين !

وكالة أنباء حضرموت

في أبين يظهر الثأر في صدارة المشهد الإجتماعي ، ومن ثم فإن لنا أن نلاحظ أنه لايوجد مجتمع في تاريخ البشرية الاجتماعي والثقافي يخلو من حديث الثأر وتراثه ، كما تعج الذاكرة الإنسانية المكتوبة والشفاهية بهؤلاء الذين أفرزتهم واقعة (قابيل و هابيل) ولكن ليس كما هو حاصل في أبين فضعف الدولة يعزز نظام الثأر ، وأصبح في واقعنا بأبين الثأر نظام اجتماعي لايحاسب عليه القانون 

لا أمل في أن تنهض  أبين مادامت حزينة وتحكمها مجموعة قبائل خارجة عن الإطار القانوني والمؤسسي للدولة وبتأييد وحماية لهؤلاء الكوكبة الكبار ، فالنفط وحده لايبني الحضارة  ولايضمن السيادة والاستقلال ،  فمايضمن ذلك هو المساواة وخوض معارك العدل والإنصاف ، والسؤال والبحث عن الدماء التي سالت ظلم تحت أعقاب الأبواب وفي الفرش وعلى المقاعد وفي الطرقات وتحت ظلال الشجر الرومانسي الحالم وبين سطور الكتب الموروثة وماتلاها من أسفار

وقد يحصل العكس في أبين وتستبدل (ماما) وتستغيث النجدة بالأنابيب الممنوعة شرعا فآخرالعلاج الكي ، من ثم يحظى الثأر بقبول مجتمعي كبير كونه يلبي حاجات الناس الخارجين عن النظام والقانون وما أكثرهم في هذه الأيام ، وبالتالي وبكل سهولة ينتقل الثأر إلى نظام وموروث شعبي متماسك له ملامحه الأساسية ومبادئه الخاصة التي تحكمه ، بعدها ياعزيزي كلنا في أبين لصوص 

على أقل تقدير يكون الثأر من رجل لآخر ، ولايجوز أن يثأر اي شخص من عائلة ما بحرق مالديها من مزروعات أو إتلاف مصالحها بقصد الانتقام فمن يفعل ذلك فإنما يلحق به كثير من الخزي والعار ، لأنه أخفق أو جبن عن الثأر ، وتقتضي الرجولة أيضا تجنيب الأولاد والنساء أي ضرر خلال المواجهات ، فاصطناع الطاعة أشد ضلالة من تصيد الخطأ 

مقالات الكاتب