د. خالد القاسمي

قادة العراق تاريخ حافل من الإجرام ... منذ فجر البعث

المتتبع للتاريخ العراقي وخاصة السنوات التي حكم فيها الديكتاتور صدام حسين العراق ( 1979-2003 ) يسمع قصص لا يتخيلها عقل في تصفية خيرة رجال العراق، من علماء وأطباء وقادة عسكريين، ويتم تصفيتهم على أتفه الأسباب أن يكون الرئيس غير مرتاح منهم، أو شكوكه بأنهم غير موالين له، أو يتبعون الرئيس السابق أحمد حسن البكر الذي كان الصراع بينه وصدام  على أشده منذ 1975 حتى 1979، ولعل مجزرة قاعة الخلد وتصفية خيرة رجال العراق شهادة واضحة على سادية هذا الدكتاتور المجرم الذي ضيع العراق، وخاض حروبا عبثية منذ 1980 حتى 2003 لا زالت تعاني منها العراق والأمة العربية حتى اليوم.

وبالعودة للإستماع لتسجيلات صدام المرئية والمسموعة والتي أفرج عنها مؤخرا، ومنها إجتماعاته مع قيادات حزبه، تجد العبث والتهم للحكام العرب بالتخاذل والتآمر، وتوزيع كميات النفط العراقي للدول التى يرضى عنها صدام، وحجبه عن دول وقفت ضده في حربه مع إيران، أو التي لم تمده بالسلاح في تلك الفترة.

هذا قيض من فيض لما أستمعت إليه من بعض ما نشر من تسجيلات ووثائق مؤخرا في الإعلام وقنوات التواصل الإجتماعي.

وقد يسأل سائل هل وضع العراق اليوم في ظل حكم الميليشيات الإيرانية أفضل من وضعه في فترة صدام حسين، وأجيب  بالقول : ما حدث هو نتيجة حتمية لسياسة العبث وحكم العائلة الواحدة ونزواتها والتي ذهبت لتصفية بعضها البعض بعد تصفية خيرة رجال العراق للآسف الشديد.

صحيح أنها أحداث مؤلمه، لكن التاريخ لا يرحم.

حمى الله العراق وشعبها العربي الكريم.

 

مقالات الكاتب