مصطفى مُنِيغْ
المغرب التَّخْدِير لم يَعد كاسِب
خدَّروا جيلا بأكمله مستعملين شعار " وغداً تشرق الشمس"، لكن الشروق الذي قصدوه أنَّ الظلام مستمرٌ وموعد الاستيقاظ لم يحن بالنسبة لعموم الناس، لذا استغرقوا في سباتهم الثقيل لسنوات طوال أهمها العشرين الماضية حيث الضياع لم يزاحم التقهقر فحسب بل مع اليأس المزعج والقنوط المتوحِّش تكدَّس ، لتتمَّ الصحوة مع شعار وهذه المرة مرفوع من لدن من تحرروا بعد حَبْس ، متقدمين بأنفة وبسالة وضمير حي وعزة نفس ، مطالبين من ألفوا العيش في الجحور والرزق المتروك حولهم يدور بما أصابهم عن تخطيط مُصَدِّرٍ للوسواس ، له إدارة خاصة تابعة لجهة نافذة بموظفين ابتلاهم حظهم البئيس الهيأة واللباس ، بعمل لا نظير له بدءا بابتكار الشائعة وانتهاء بنشرها في أي مقهى مع روادها المعطلين يقضي أحدهم يومه جالس ، لم تُتْرَك أي وسيلة ولو حقيرة تضمن الإبقاء على أحوال المغرب كما هي بين يدي "قلة" آخر ما قامت به تصدير أكباش ضيعاتها عبر أسواق جهات المغرب لإفراغ جيوب الطبقة المعوزة مما وفَّرته طيلة العام من دراهم لشراء أضحية العيد وإن كلفها الأمر بيع أثاث البيت بثمن بخس ، "قلة" لها مع المغاربة كل مناسبة وطنية أو موسم ديني طريقة لجلب ما يعود عليها بالملايير ، لا يهمها لا إصلاح مجتمعي ولا ما ينفع الشعب المغربي يراعي ، سوى ضمان ما يجعلها سيدة المواقف ، أينما رُفْقَةَ الباطلِ تقف تأمر العبيد فتُطاع ، وكأن المغرب يعود لعصر الإقطاع ، بأسلوب أكثر جرأة وأتم استعداد لامتصاص أي غضب جماهيري بأسوأ ما في مدينة الدار البيضاء ذات يوم وقع . إن كانت تتصور أنها قادرة (ولو في المنام) تحدي التحام الشعب حينما يريد مواجهتها فهي غير ضابطة للتاريخ ، طبعاً الأمور لن تصل لهذا الحد ما دامت "القلة" تعبِّر بواضح تصرفاتها وليس المرموز ، أنها مقبلة على الذوبان داخل نفسها بنفسها ، فقد بدأت تتسرب بعض المعلومات من داخل عالمها المنغلق بأكثر التَّحصينات البشرية والالكترونية ، ما يجعل الشعار المتوارث رفعه عبر الأعوام الطوال ، أنَّ الشمسَ مُشْرٍقَةٌ بالفعل ذات غد وقريب على ما يُفرِحُ الشعب المغربي فرحاً يطال القارات الخمس . ... السفارة التي قد يفتحها المغرب الرسمي في إسرائيل ، بالرّغم من معارضة المغاربة الأحرار داخل الوطن وخارجه ، لن تفيده في شيء بل ستعرضه للمزيد من العزلة الدولية لفائدة الحق الفلسطيني الذي حقَّق في الشهور الماضية تعاطفاً غربياً غير مسبوق ، إضافة لما يتأسس في الشرق عامة بزعامة روسيا وتدخل مباشر لإيران كقوة إقليمية لها مع إسرائيل حسابات ستنتهي بما لا يسرّ الأخيرة على الإطلاق ، فإذا كان المغرب الرسمي بمثل الخطوة الدبلوماسية الفاشلة ينوي التأكيد على إرضاء إسرائيل ومساهمتها الفعالة لترسيخ أسس الحكم المطلق داخل المملكة المغربية ، فقد ارتكب خطأ ومعصية لها ما لها من ردود فعل ستعجِّل وحدها لا محالة بتحقيق الجهر بما يجول في صدور المغاربة الأحرار . وغدا ستشرق الشمس بمفهوم مُغايرٍ لمفهوم مَن اعتمدوه كشعار في السابق لتخدير عقول جيل بكامله .
مصطفى منيغ سفير السلام العالمي