د. عبده يحيى الدباني
الشبو في شبوة قادما إلى عدن !!
الشبو وما أدراك ما الشبو ؟ أجارنا الله وإياكم منه ومن تناوله ، والإدمان عليه والمتاجرة به ، إنه نوع من المخدرات خطير للغاية حيث يسبب الإدمان من المرة الأولى لتناوله ، ويمسخ متعاطيه ويحوله إلى شبه إنسان -كما قرأنا عنه- وتحت تأثيره يفعل المتعاطي المنكرات من غير شعور ولا عقل، كجرائم القتل ومنها قتل الأقارب كالأب أو الأم أو الأخت أو الأخ او الأبناء الأطفال اوغيرهم.
يرتكب المتعاطون لهذا المخدر الكارثي الجرائم التي تقشعر منها الأبدان ، ولا أريد في هذا المقال السريع إزعاج القراء بما سمعنا من قصص مأساوية عن ذلك وبما قرأنا.
هذا الشبو انتشر مؤخرًا في حضرموت وحدث ما حدث هناك في مواجهته ،حتى وصل الأمر إلى القضاء وقال كلمته فيه ، ولكن هذا لا يعني أن خطره قد زال من حضرموت الحبيبة ، فهو يتوغل غربًا باتجاه شبوة ومنها إلى مدن ومحافظات الجنوب ومنها العاصمة عدن ، ولعله قد وصل إلى مدن الجنوب من قبل وحتى إلى قراه ، وإن لم يصل هذا الشبو فقد وصلت أنواع أخرى من المخدرات وتوغلت حتى طالت القرى والعوائل ومدارس البنات وطالت حتى الأطفال.
ونحن هنا نتكلم عن المخدرات بشكلٍ عام وليس فقط عن الشبو الذي له من اسمه نصيب كما يبدو فهو يتربص بالشباب ويشب النار في أجسادهم وحياتهم بوجه عام .
هذه المشكلة ليست وليدة اللحظة بل لها سنوات في مجتمعاتنا وقد جنت على شبابنا ما جنت وهي تزداد ضراوة وتفشيا ، وهذه الظاهرة قاتلة وكارثية وخاصةً مع غياب مؤسسات الدولة المختلفة وضعف الجانب الأمني رغم ما تبذل من جهود مشكورة هنا وهناك.
هناك عصابات دولية عالمية تروِّج لكل هذا، وهناك وكلاء محليون لهم أهداف سياسية واقتصادية ، وقد كتبتُ مقالًا قبل عامين تقريبًا وقلتُ فيه( إن هذه المخدرات مدعومة في الجنوب وبخَّسوا في أثمانها حتى يتعاطاها الشباب) وهذه الكارثة موجودة في الجنوب و موجودة في الشمال وموجودة في أماكن أخرى ، ولكن علينا أولًا بأنفسنا وبمجتمعنا ، لأن هناك وكلاء محليين يريدون نشرها أكثر في الجنوب لإفساد شبابه . وهي في الأصل مخطط من قوى دولية خبيثة صهيونية وماسونية، وغيرها من أجل إفساد شباب المسلمين حيثما كانوا ، ولأجل جمع الأموال على هذا النحو ، فهي مثل الوباء بل أشد خطرًا ، وهي تجارة شياطين الجن والإنس.
كم سمعنا من جرائم كبيرة لم نكن نسمع عنها من قبل مثل قتل الأرحام كأن يقتل الشاب أباه أو أمه أو أخته أو غيرهم من الأقارب وهو بغير وعي وبلا شعور ، وكأنه يتناول كأسًا من الماء باردا حينما يقتل نفسًا ، لأنه واقع تحت تأثير هذه المخدرات التي تسلب العقل والشعورمعا ، فهي أشد فتكًا من الخمر بالجهاز العصبي وغيره من الأعضاء .
ومن هنا فنحن أمام تحدٍّ كبير يواجه مجتمعنا لاسيَّما شبابنا وأطفالنا أمام هذا الغزو الكاسح ، فعلى المجتمع أن يواجه بكل قواه الخيِّرة، التربوية والصحية والأمنية والخيرية وأئمة المساجد وجمعيات التوعية والثقافة وحَمَلَة الأقلام والأسر، فلابد من مواجهة هذا الشر بقوة وبحرفية ومهنية ،في سبيل سلامة مجتمعاتنا وسلامة شبابنا الذين يُراد لهم الهلاك والسوء والضياع لأهداف شيطانية.
قبل سنوات اتصل بي بعضهم من خور مكسر في ليلية صيفية وقال : إن أناسا دخلوا مقر اتحاد الأدباء والكتاب الذي يقع في ساحل ابين وكان مكانا مهجورا بعد ان ضربته الطيران خلال الحرب، قبل أن يُهدم المقر وقبل أن يعتدي البيحاني ويسطو على جزء منه وقبل أن ندخل في دوامة القضاء الإدارى منذ ٢٠١٧م .
وعند ذهابي إلى هناك توقعتُ أنهم مقتحمون للمكان ، يريدون الاستيلاء عليه ، فإذا بي اجد شبابا بعمر الزهور مسطولين لا يفقهون ما أقول لهم ولا يعون ، كانوا يسبحون في أودية الضياع لأنهم واقعون تحت تأثير المخدرات ، لم يفهموا شيئا ولم يتفاهموا .
فعدت حزينا غير خائف على المقر منهم ، فقد كان خوفي عليهم من أنفسهم ومن هذا الداء العضال !!
ومن هنا فإن على المجتمع وجامعاته
وكل مؤسساته المدنية وقواه الخيرة
والمدارس الخاصة والعامة وغيرها
النهوض لمواجهة هذا الغزو واستئصاله من ارضنا الطاهرة .
وتحية إكبار للناشطة سعاد علوي
التي ما ذكر امر مكافحة المخدرات الا ذكرت فاكثر الله من امثالها .