موسى المليكي

هذه المعركة المقدسة

الإنسان الواعي من وجهة نظر الكواكبي هو الذي يملك رؤية فكرية نقدية ويتميز بضمير اجتماعي ينسجم مع الآخر، بمعنى إنه قادر على إدراك الأوضاع المحيطة به ومخاطرها.


صناعة الإنسان الواعي في زمن الحروب معركة بحد ذاتها يتكامل فيها المثقف والسياسي والإعلامي والعسكري ورجل الأمن والمسؤول كونها ضرورة وطنية ومسألة أمن قومي وفكري ولا تقتصر على جهة بعينها.


ذات مرة اتخذت اللجنة الأمنية بتعز قرارا بمنع ظاهرة تشغيل زوامل الميليشيا الحوثية او كلمات المعتوه الإرهابي عبدالملك الحوثي ولقي القرار ارتياحا واسعا لكنه لم يتعدى طاولة الإجتماع وحدث تحرك محدود من قبل بعض الجهات الأمنية والرسمية التي تدرك خطورة تزييف الوعي الذي تقوم به الميليشيا الحوثية.


الأمر الأخطر في ذلك أن تصبح الظاهرة أمرا طبيعيا في نظر بعض الجهات الأمنية او يتم التعامل معها بنوع من التقليل في خطورتها.


اليوم أحد اباء الشهداء وأخو شهيد صادف صاحب دراجة نارية مشغل زوامل الحوثي فحدث بينهم مشادات وخلاف واشتباك بالأيدي وتوجهوا الى قسم شرطة الجديري وبدل أن يتعامل الضباط المستلمين مع الأمر بحزم وجدية مع المشغل لزوامل الحوثي ومعرفة الدوافع اطلقوا سراحه واوقفوا أبو الشهيد المعترض على ذلك وهو أحد اعضاء فريق التوجيه المعنوي بالجيش وحملوه الخطأ وتذرعوا له بأن الأمر عادي وأنهم يستمعون الى الزوامل.


الغريب في الأمر والذي دفعني للكتابة كيف باللجنة الأمنية اتخاذ مثل هكذا قرار وهو قرار وطني تقتضيه طبيعة المعركة القائمة وأسبابها ولا تلزم أفرادها والجهات التابعة لها بالإلتزام بمضمون القرار.


في المعارك والحروب تجمد كل القوانين وتعلن حالة الطوارئ ولا يأتي أحد يتحجج بالقانون خاصة فيما يتعلق بطبيعة المعركة وأهدافها وعواملها والحفاظ على الوعي الجمعي للمجتمع وتماسكه كأحد أهم عوامل النصر على الخصم فما بالك أن يكون هناك أفعال مهددة لسير معركتك تخدم خصمك.


ما هكذى تورد الإبل ياقيادة الشرطة وياقيادة الجيش ويا قيادة السلطة المحلية اعملوا بعوامل النصر حتى ينصرنا الله نعرف ونثق أنها تصرفات فردية لكن تصرف الفرد قد يتحول الى ظاهرة.

مقالات الكاتب