صالح أبو عوذل

لماذا الثقة في اليمنيين منزوعة؟

الرئيس علي سالم البيض، (حفظه الله وأطال في عمره)، استهل كلمته خلال توقيع اتفاقية "العهد والاتفاق"، برعاية ملك المملكة الأردنية الشقيقة "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي هدانا لهذه وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله (صدق الله العظيم)، رمضان مبارك واتفاق مبارك".
تمنى ان يكون الاتفاق الذي وصفه بالمبارك، يكون بداية مرحلة جديدة، ثم قال "رغم الجراح الا ان الوطن غالي علينا جميعا، ويهون كل شيء من أجل اليمن، وصدقنا وجدنا سيظهر الغد، والاهم هو التنفيذ على ما تم الاتفاق عليه".
قال ان الصراع اليوم كان صراعا بالكلمات وليس بالبندقية، وانه رغم التجارب الماضية، لكن دعونا نتفاءل رغم تحفظنا واحساسنا بان هناك ستكون صعوبات في التنفيذ".
وبلسان الرجل المتسامح والكبير، قال "أمامي الآن صور الشهيد ماجد والشهيد كامل والشهيد هاشم العطاس"، ولكن اليمن أغلى منهم ومنا جميعا".
لم يذهب البيض بالجنوبيين صوب الوحدة، ولم يجبرهم على اتفاقيتها ولكن كان لليمنيين في الجنوب الصوت المرتفع خاصة بعد ان استحوذوا على كل شيء بعد حرب العام 1986م.
حمل الجنوبيون، الرئيس البيض وزر الوحدة اليمنية والحرب، والحقيقة انه لم يكن وحده من قرر مصير الوحدة او من دفع بالجنوب نحو وحدة هشة مع نظام دموي وعنصري.
ومع ادراكه ان الوحدة في طريقها الى الفشل، لكن كان يعتقد ما يحصل أخطاء يمكن معالجتها، لكن ما ذلك استمرت التصفيات بحق الجنوبيين وبدلا من ان يكون الضحايا ثلاثة "ماجد وكامل وهاشم"، كان كل يوم يسقط ثلاثة وأربعة وخمسة، الى ان أعلن علي عبدالله صالح الحرب في الـ27 من أبريل العام 1994م، بالهجوم على اللواء الثالث جنوبي في عمران وتصفية افراده وهم يتناولون وجبة الغذاء، كذلك السيناريو تكرر في ذمار.
لكن بالعودة الى بداية خطاب الرئيس البيض والذي استهله بالبسملة ثم بآية من الذكر الحكيم، الا انه حين فشلت جحافل الشمال من الدخول الى عدن حين كانت القوات الجنوبية تقاتل ببسالة في صبر لحج، لم يكن امام النظام الا ان استعان بشيوخ الاخوان ومنهم عبدالوهاب الديلمي وعبدالمجيد الزنداني.
يقول احمد الصوفي وهو سكرتير علي عبدالله صالح "ان الفتوى جاءت لمنح عناصر الجهاد (الأفغان العرب تنظيم القاعدة حاليا)، مبرر للتجنيد بعد ان فشلت قوات الجيش وميليشيات الإخوان وقبائل اليمن الشمالي، من اجتياز منطقة صبر في لحج.
فتوى الديلمي والزنداني، اعتبرت الجنوبيين خارجين عن الدين الإسلامي، في حين ان الرئيس البيض استهل كلمته بالقول "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي هدانا لهذه وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله (صدق الله العظيم)".
عبدالمجيد الزنداني خرج في خطبة وجه فيها دعوة للجنوبيين بان يسلموا انفسهم إلى اقرب مسجد، ان اسلام الرئيس البيض افضل مليون مرة من اسلامه وكلمته على هامش توقيع وثيقة العهد والاتفاق، كانت أفضل مليون مرة من كل الخطب التكفيرية.
ما اريد قوله هو "أن لا ثقة بالمطلق بأي يمني مهما كان"، وهذا الحديث ليس عنصريـة كما قد يعتقد البعض، ولكن كل الأدلة تؤكد على هذا، كل الاتفاق لم تنفذ، ربما الجميل في اتفاق نقل السلطة الذي ترعاه الرياض، لن ينفذ بفعل ان القوى اليمنية لا يمكن ان تذهب لقتال الحوثيين، ومثل ما تعثر اتفاق الرياض، سيتعثر اتفاق نقل السلطة ومجلس القيادة الرئاسي.
الاتفاق لم يأت لاحتلال الجنوب او لالتهام الجنوب، كما يصور للبعض، بل جاء لتوحيد كل الجهود لمعالجة مشكلة إقليمية في اليمن، وهي مشكلة جماعة الحوثيين المرتبطة بإيران، ولم يأت لاحتلال عدن.
لا يوجد أي مبرر للدفع بالقوات الجنوبية لقتال الحوثيين في اليمن الشمالي، اليمنيون هم من تقع على عاتقهم عملية تحرير صنعاء، لا الجنوبيين، واعتقد انه لا يوجد انسان سوي يبرر مشاركة أي مقاتلين جنوبيين في أي حرب في صنعاء او غيرها، كل واحد يحرر أرضه ان هو أراد ذلك.
كل المطلوب اليوم من المجلس الانتقالي الجنوبي، العمل على الأرض في الجنوب والاستعداد لحرب فاصلة مع اليمن الشمالي وهي الحرب المنتظر التي سيكتب فيها الانتصار للجنوب الأرض والانسان.
وما النصر الا من عند الله.
#صالح_أبوعوذل

مقالات الكاتب