د عيدروس نصر النقيب
التهويل والتهوين
المبالغة في التقليل من أهمية أو حجم أي أمر أو حدث معين، مهمٍ أو كبيرٍ (سلباً مان أم إيجاباً) يسمى تهويناً، والمبالغة في تضخيم أمرٍ أو حدثٍ صغيرٍ (سلباً أو إيجاباً) ومنحه حجماً أكبر من حجمه وأهمية أكبر من أهميته، يسمى تهويلاً.
تأرجحت مواقف الكثير من الناشطين السياسيين الجنوبيين وناشطي التواصل الاجتماعي إزاء مخرجات تشاورات الرياض وقرارات نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، بشأن القضية الجنوبية ـ تأرجحت هذه المواقف بين التشاؤم المطلق واعتبار القضية الجنوبية قد تم دفنها، وبين التفاؤل المبالغ فيه والقول بأن الجنوب قد حسم أمره وأن الدولة الجنوبية على مرمى حجر. وذلك هو التهوين والتهويل
ليس صحيحاً أن القضية الجنوبية دفنت، وإنما الصحيح أنها انتقلت من طور المواجهة مع القوى والنخب التي ما نزال معها شركاء في بنية الدولة اليمنية، إلى طور الحوار من أجل حل القضية والحل لن يكون إلا وفقا لما يرتضيه الشعب الجنوبي، وليس صحيحاً أن الدولة الجنوبية باتت على مرمى حجر ليس لأن ذلك مستبعداً أو مستحيلا لكن لأن حل القضية الجنوبية سيتم في إطار عملية سياسية طويلة ومعقدة تقتضي التوقف عند الكثير من التفاصيل ليس أكثرها أهمية قضية الإجراءات العملية والقانونية لتحقيق فك الارتباط والبناء المؤسسي للدولتين اليمنيتين السابقتين، ثم التصدي للتحديات الماثلة أمام الشركاء وأهمها حل النزاع الشمالي-الشمالي حرباً أو سلماً والعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين للتوصل إلى الحل الذي يرتضيه الشعب الجنوبي وهو بلا جدال استعادة الدولة الجنوبية بحدود 21 مايو 1990م والشروع في بناء النظام السياسي الفيدرالي الجديد.
تجنبوا التهويل والتهوين، فلا الأول يصنع نصراً ولا الأخير يصنع هزيمةً لكن الأثنين يصنعان شعوراً نفسيا زائفا بالإحباط غير المبرر والزهو غير المؤسس على واقع. هامش:
الأحاديث والتسريبات والتغريدات التي تتحدث عن دمج القواات أو إقالة اللواء عيدروس الزبيدي من رئاسة المجلس الانتقالي أو تشكيل مجلس انتقالي بديل وغيرها من الترهات والهذيانات كلها تعبر عن إحباطات أصحابها ومحاولة توزيع تلك الإحباطات على نشطاء ومناضلي الجنوب ورجال القوات المسلحة الجنوبية وأنصار المجلس الانتقالي وقواعده على وجه الخصوص.
ستبقى القوات الجنوبية جنوبية، وسيبقى المجلس الانتقالي أبرز القوى السياسية الجنوبية الفاعلة على الأرض، وأي تسويات أو معالجات في الأطر القيادية للمجلس بما في ذلك تصويب وتجذير عمل المجلس وتصحيح الأخطاء والنواقص التي تحصل هنا أو هناك، كل ذلك سيكون في إطار العمل المؤسسي للمجلس الانتقالي وليس عن طريق المفسبكين أو المسربين أو المغردين وللحديث صلة